خبراء: لابد من تفعيل الجانب التجاري والاقتصادي مع دولة الجنوب والاستفادة من رغبتهم في التعاون
ثم ماذا بعد زيارة الوفد الاقتصادي من دولة الجنوب للسودان؟؟
الخرطوم ـ نجدة بشارة
قد يجبر الاقتصاد ما كسرته السياسة، أو هكذا يُفسر، نتيجة لاختيار جنوب السودان ممثليها من وزراء القطاعات الاقتصادية لزيارة الخرطوم مؤخراً، ولسخونة الملفات وجدت الزيارة ترحيباً حاراً من جانب الحكومة السودانية، حيث استقبل رئيس القطاع الاقتصادي بمجلس الوزراء السوداني ووزير الاستثمار “مبارك الفاضل” ووزير التجارة “حاتم السر” بمطار الخرطوم وفد رفيع المستوى من دولة جنوب السودان برئاسة مستشار الرئيس “توت قلواك” ووزير المالية “استيفن ديو ماو” ووزير البترول “ازياك لوال قلواك” ووزير التجارة “موسس حسن.
يرى الخبير الاقتصادي بروف “عصام الدين بوب” في حديثه لـ(المجهر) أن الجنوب يعاني من انهيار اقتصادي وعملتها تعاني الانهيار ولا وجود لمشاريع على أرض الواقع بالجنوب، وأضاف إن التعاون قد لا يحقق إضافة كبيرة للسودان ويظل مجرد أماني بلا رؤية، وشكك في مقدرة حكومة الجنوب الالتزام لإحراز التقدم في مجالات التبادل التجاري، إلا أنه أكد ترحيبه بأية علاقة تعاون مع الجنوب، واقترح تفعيل تبادل التجارة خاصة السلع الاستهلاكية، وأوصى الحكومة السودانية بالسماح بتدفق السلع الغذائية للجنوب على أن يكون التعاون مقنناً، وان يتم بالعملة الأجنبية.
وكان وزير الاستثمار “مبارك الفاضل” قد أكد أن الزيارة تأتي عقب مشاورات بين الجانبين حول كيفية تطوير ودفع العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين، خاصة في مجالي البترول والتجارة، وزاد: (توجت المشاورات بهذه الزيارة بوفد رفيع المستوى لإجراء محادثات مع وزراء القطاع الاقتصادي).
وأبدى أمله في أن تساهم هذه الزيارة في التوصل لاتفاق إطاري على مستوى الوزراء للتعاون المشترك في مجال البترول والتجارة والاقتصاد، وتابع: (هناك قضايا كثيرة عالقة ولكن لا يضير أن نمضي في المجال الاقتصادي ونتعاون في حل بقية القضايا الأخرى)، وأعلن عن ترحيب السودان بزيارة وفد دولة جنوب السودان.
من جهته، قال مستشار رئيس دولة الجنوب “توت قلواك” إن هذه الزيارة تأتي بهدف إزالة القضايا كافة التي تعترض التعاون الاقتصادي والتجاري بين البلدين، بتوجيهات واضحة من رئيس الدولة
وأكد أن (الوفد سيعمل مع الجانب السوداني لحل تلك المعوقات بما يمكن من تطوير إمكانات البلدين الاقتصادية).
وتعدّ علاقات الجوار نقطة قوة للتكامل الاقتصادي بين الدولتين، حيث يوجد عدد من وسائل النقل المحدودة التي تربط بين الدولتين، منها أنابيب النفط والبواخر المحدودة التي تربط جوبا بكوستي، بجانب بعض الطرق البرية، فالتعاون الاقتصادي يحتاج إلى إرادة سياسية وسهولة الاتصال، لتسهيل انتقال البضائع بين البلدين، خاصة وأن المصالح المشتركة في تصدير النفط عبر ميناء بورتسودان حيث توجد خطوط التصدير على طول السودان من أقصى جنوبه إلى أقصى غربه، وكذلك التداخل الواسع لحركة الرعي والتنقل بين القبائل الجنوبية والشمالية على الشريط الحدودي.
وحسب خبراء، فإنه وبالنظر إلى أن أوجه التعاون الاقتصادي بين الدولتين، الأصل فيها النمو والازدهار نسبة للقرب الجغرافي والتكامل في العديد من الملفات، فإن هنالك نقاط ضعف يمكن أن تعمل على خفض وتيرة التبادل التجاري والتعاون الصناعي، ويمكن القول إن تداخل الملفات ومحاولة استخدام التجارة كعنصر ضغط للحصول على مواقف سياسية هي أكبر نقاط الضعف، إذ تعاني العلاقات الاقتصادية بين الدولتين تحديات جمة أولها الشراكات الغربية الضخمة صاحبة القدرة التنافسية، والصراعات السياسية.