أخبار

وقائع لوزير

{ في الخامسة من مساء السبت أصاب سائق عربة (مخمور مستهتر طائش) غير معروف، أحد أعمدة نقل الكهرباء أو توزيعها بالحارة 100 الصحافيين، مما أدى إلى أن تتوقف خدمة التيار الكهربائي عن الحارة المسكونة (بالحرامية) وزوار الليل.. وعصابات السرقة التي تستغل بيوت الصحافيين غير المأهولة بالسكان ويهددون ممتلكات المواطنين.. وحينما تظلم الحارة فإن أكبر خدمة تقدمها شركات الكهرباء للحرامية وزوار الليل توقف التيار الكهربائي .
في الثامنة مساء اتصلت ببلاغات الكهرباء الرقم (4848) الذي استجاب آلياً وطلب كتابة رقم عداد المنزل لترد على موظفة بلطف وأدب وتقول إن البلاغ تم تدوينه ورفعه لأقسام الطوارئ.. في الساعة التاسعة قررت الذهاب إلى قسم الكهرباء في منطقة صابرين، ولكن كان المكتب مغلقاً تماماً ولا أثر لموظفين باستثناء سيارة بوكس تقف أمام المبنى الذي يلفه الظلام .. اتجهت إلى مكتب خدمات كهرباء الحارة العاشرة الذين اعتذروا عن تقديم أي خدمة أن المنطقة المبلغ عنها خارج دائرة اختصاص مكتب الحارة العاشرة وطلب مني الذهاب إلى مكتب (صابرين)، شرحت للموظف وهو في غاية التهذيب بأنني وجدت مكتب صابرين مغلقاً فقال لي ” لا قاعدين جوة بس أنت دق الباب شديد بفتحوا ليك” وكان الشاب صادقا عند العودة ضربت على الباب بعنف.. ليأتي حرس المبنى من منسوبي شركة الهدف.. وبلهجة صارمة وحاسمة قال (عاوز شنو؟ .. ) قلت له قسم الطوارئ سألني “عندك شنو؟” قلت له بلاغ.. أرشدني إلى مكتب البلاغات.. وجدت موظفا في مدخل الخدمة تداعب أنامله جهاز الهاتف.. سألته عن أسباب انقطاع التيار الكهربائي عن الحارة 100 منذ الخامسة ومتى يعود التيار الكهربائي وهل العطب كبير؟ يصعب إصلاحه؟ أومأ الموظف برأسه وقال شغالين فيه.. بتصلح؟ قلت له من حقوق المواطنين معرفة الأعطاب وطبيعتها لتدبير شؤونهم المنزلية .. هنا تدخل أفراد شركة الهدف بغلظة شديدة ” يا زول ما شرحوا ليك قالوا ليك في عطل داير شنو تاني؟ طلبت من أفراد شركة الهدف عدم الرد على الأسئلة التي وجهتها إلى الموظف الذي يفترض أن يكون مهندساً .. ولكنهم تمادوا في التدخل في شأن ليس من اختصاصهم.. وقال أحدهم (نحن سمحنا ليك تدخل كمان داير تتكلم فارغ؟) .. الموظف قليل الحيلة اتصل بشخص ما.. وقال إن الخط الناقل تعرض لدهس من عربة.. ادت لقطع التيار الكهربائي من الحارة، وربما استغرق الإصلاح بعض الوقت .. خرجت من مكتب كهرباء (صابرين) وأسفي في عيوني، على شهادة الجودة التي تعلقها شركات الكهرباء في مكاتبها .. وهي بعيدة جداً عن تجويد الأداء.. ويسيطر على الشركات التي يشتري المواطنون الكهرباء مقدماً ولا حقوق لهم في مقاضاة هذه الشركات في حال الفشل في تقديم الخدمة .. أو انقطاع الخدمة لأسباب لا علاقة للمواطنين بها .. وحتى نهار الأحد تعيش الحارة 100 في ظلام دامس فسدت الأطعمة في الثلاجات .. وتعرضت بعض الأجهزة للتلف بسبب سريان تيار ضعيف جداً في الشبكة منتصف ليل السبت قبل أن يتوقف صباح الأحد أكثر من 24 ساعة وشركات “معتز موسى” غير قادرة على إصلاح عطب أصاب (عمود كهرباء) ووزير الكهرباء مشغول بصراعات القطاع الإعلامي في حزبه.. ولكن الخدمات التي تقدم للمواطنين تنحدر كل يوم إلى أسفل .. وتتقمص روح موظفي شركات الكهرباء روح شريرة.. وعدائية نحو المواطنين الذين يدفعون لهؤلاء الموظفين رواتبهم وحينما يصبح حراس شركة الهدف هم المسؤولين عن مكاتب الكهرباء طبيعي جداً أن يخيم الظلام على الحارة 100 لمدة 24 ساعة بسبب عطب يمكن إصلاحه في ساعة واحدة أن وجد من له همة في خدمة الناس.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية