أخبار

هموم الخرتوم

{ حسناً أن يعلن والي الخرطوم بالإنابة “محمد حاتم سليمان”، عن خطة لإصلاح الشوارع وردم الحفر وحل مشكلة نقص المياه في الأحياء الطرفية، ونظافة ثياب الولاية المتسخة لدرء مخاطر النفايات التي تهدد صحة الإنسان.. ولم يتبق لوالي الخرطوم بالإنابة إلا القضية الكبرى والفريضة التي تتعامى عنها الحكومة المركزية وحكومات الولايات ألا وهي (قفة الملاح سابقاً) وكيس الخضار حالياً .
{ السيد “محمد حاتم سليمان” إذا وضع مشكلات الإعلام وصراعاته ومراراته الشخصية من وراء ظهره وأقبل على أداء مهامه السياسية والتنفيذية بأكبر ولايات السودان فإن حزبه لن يجد في انتخابات 2020 م من يقدمه إلا “محمد حاتم سليمان” الذي لا خلاف حول حسن أدائه، ولكنه يعتقل كل إمكانياته في مربع الصراع مع أنداده وتلاميذه ولا يسمو فوق الصغائر والقضايا الثلاث التي تعهد بالعمل الدءوب من أجلها هي واحدة من المشكلات الكبيرة جداً التي واجهت ولاية الخرطوم في السنوات الماضية.. ولم يشعر المواطنون بجهود لمعالجة تراكم النفايات بينما تدهورت الشوارع العامة وكثرت الحفر التي تهدد السيارات.. أما مشكلة المياه في الخرطوم استعصى على الولاة المتعاقبين توفير حاجتها من الماء الذي يهدد وجودها خريفاً ويشح صيفاً.
{ لكن المطلوب من الحكومة أكثر مما يعلن ويقال في أجهزة الإعلام خاصة وقد ارتفعت أسعار ضروريات الحياة من لحوم وخضروات وبصل وزيت، وحتى الشطة ارتفع سعرها بعد عطلة عيد الأضحى المبارك دون أسباب تبرر مثل هذه الزيادات، اللهم إلا غياب الضمير من جهة وغياب الرقابة من جهة أخرى واستغلال طبقة التجار الجشعين لسياسة تحرير الأسواق اسوأ استغلال وفرض ضغوط على المواطنين جعلت حياتهم جحيماً لا يطاق والمرتبات على ضعفها لا تغطي نصف احتياجات الأسبوع الواحد.. والحكومة غافلة عن الجبهة الاجتماعية المتصدعة، ووزير المالية الجديد كل حيلته مطالبة الناس والعاملين في الوزارة لأن يكتب الله فرجاً لما يعانوه من ضيق في العيش وعسر في العلاج.. نعم بالله الرازق ومسير الفلك في البحار، ولكن ماذا فعلت سيدي الوزير إزاء المفسدين الذين يحرمون الجوعى من لقمة العيش وماذا قدمت من خطط وبرامج لإصلاح الاقتصاد السوداني؟ وما هي التدابير التي تقوم بها المالية حالياً لسد الفجوة المرتقبة في إنتاج الدقيق وقد لاحت في مدن السودان أزمة خبز حادة بدأت في الأبيض ثم اتجهت إلى القضارف التي تدفن الذرة تحت التراب، وتدعو الله بمنطق الوزير أن يحمي الله الذرة المدفون في المطامير من التلف وتأثيرات الرطوبة والحرارة.
إن أوضاع السودان المعيشية تتدهور يوماً بعد الآخر وتتآكل قيمة الجنيه السوداني مقابل كل العُملات الأخرى ويهيم المواطنون في الأسواق على وجوههم ينظرون إلى السلع التي لا يمكن الوصول إليها وقد تخلت الحكومة عن مسؤولياتها تماماً في توفير القوت.. ومراقبة السوق وانشغلت بقضايا الحرب في اليمن والصراع في ليبيا وجمع السلاح والمخاشنات اللفظية بين رئيس البرلمان ورئيس كتلة المؤتمر الشعبي.. وانتظار رفع العقوبات الأمريكية في أكتوبر القادم ولم تعر قضايا الناس الحياتية العاجلة الاهتمام الذي تستحقه .. إلا من بعض الإشراقات العابرة كخطة “محمد حاتم سليمان” التي أعلن عنها الأسبوع الماضي في غياب الجنرال “عبد الرحيم محمد حسين” المتواجد في الأراضي المقدسة رده الله لولايته وأهله سالماً.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية