كفاية أمريكا.. بعد (12) أكتوبر
تصريحات مدير المعونة الأمريكية السيد “مارك غرين” عقب زيارته لشمال دارفور أمس، تؤكِّد ذات السياسة (الابتزازية) التي دأبت الولايات المتحدة الأمريكية على استخدامها في التعامل مع السودان خلال (سنوات التعاون) الأخيرة!!
يقر هذا المسؤول الأمريكي بأن هناك تطور إيجابي على الأرض في دارفور – وهو ما أكدته قبله وكالات ومنظمات الغوث التابعة للأمم المتحدة في شهر (يوليو) الماضي – لكنه يعود ليكشف وجه أمريكا القبيح عندما يقول : (وما الضمان أن تستمر حكومة السودان في سياساتها الإيجابية بعد الرفع النهائي للعقوبات؟) .
يا لها من فجاجة.. ويا له من استهبال.. ومحاولة استحمار دولة كاملة، واستغفالها.. وابتزازها باستمرار تحت إغراء (رفع العقوبات)!!
إذن.. أمريكا تفهم أن حكومتنا ستظل تتعاون.. وتعامل بإيجابية، وتنفذ ما هو مطلوب منها، ما دامت ترزح وتئن تحت ضغط العقوبات!!
هذه هي خلاصة تفكير ورؤية المجموعة (السياسية) و (الأمنية) في الإدارة الأمريكية عن حكومة السودان (وكالة المعونة الأمريكية جزء من الآليات الأمنية والاستخبارية للولايات المتحدة).
(ما الضمان على أن حكومة السودان ستستمر في سياستها الإيجابية بعد رفع العقوبات؟!!).. سؤال كبير.. ينم عن مراوغة واحتيال .. ولا يناسب دولة محترمة ذات مؤسسات تفي بعهودها والتزاماتها الدولية.
وعلى أية حال فقد تبيَّن للعالم كله حقيقة أمريكا ومؤسساتها إبان أزمة حصار دولة ” قطر”.. المؤسسات التي تميل مع الذي يدفع.. وكلام “ترمب” ليلاً .. تمحوه ريالات “قطر” صباحاً!!
والخلاصة فيما يعنينا كشعب سوداني مظلوم ومقهور.. أن تُغيِّر حكومتنا المستسلمة.. سياستها تجاه أمريكا تماماً بعد الثاني عشر من (أكتوبر) المقبل، في حال استمرت فكرة التسويف والاستهبال والاستحمار المترسِّخة في العقل السياسي الأمريكي.
يجب أن يتوقف التعاون نهائياً مع أمريكا بعد (أكتوبر)، ما لم ترفع العقوبات.. نهائياً .
ولا مجال بعد ذلك التاريخ لوساطات ووعود خليجية وهمية.. فقد بلغ السيل الزبى وضاقت بالناس المضائق.