شهادتي لله

قرارات" فرح مصطفى" .. شالها الريح !!

في العاشر من )يوليو (الماضي وجه وزير التربية والتعليم بولاية الخرطوم، الدكتور ” فرح مصطفى “بإلغاء الزيادات التي فرضتها عدد من المدارس الخاصة على الرسوم الدراسية لهذا العام، وأصدرت وزارة التربية بيانا في هذا الصدد، محددة بالاسم المدارس التي زادت الرسوم .
ولكن ما يقوله السيد الوزير كل عام شيء والواقع شيء آخر، فقد زادت (معظم) إن لم يكن (جميع) المدارس الخاصة رسومها الدراسية بنسب متفاوتة، وقد تكون الوزارة ساهمت في تحذيرها بتخفيض نسبة الزيادة من (%50)  مثلا إلى (%15) و (%20) ، وإذا كان دكتور” فرح “لا يعلم ويظن فعلا أن المدارس التزمت بتوجيهاته، فعليه أن يزور عدداً من تلك المدارس اليوم قبل الغد .. ويطلب أرقام أي ولي أمر)عشوائيا (من سجلات المدرسة ويهاتفه بحضور مدير المدرسة، ويسأله : كم دفع رسوماً لابنه وكم زادت، وعليه حينها أن يقيل كل مديري التعليم الخاص بالمحليات، لعدم أداء واجباتهم على النحو المطلوب، ولعدم مصداقيتهم في نقل المعلومة للسيد الوزير أو المدير العام للوزارة !!
في” الكويت “الدولة الثرية التي يعيش شعبها في بحبوحة ورفاهية لا تقارن إطلاقا مع حال الشعب السوداني الفقير، طالعت تصريحاً لوكيل وزارة التربية في حكومتهم في صحيفة (الرأي) الكويتية يتوعد المدارس الخاصة التي تزيد الرسوم عن (3%) .. ثلاثة بالمائة فقط، بسحب الترخيص !!
في” مصر “منعت وزارة التربية والتعليم إدارات المدارس الخاصة من فرض أي رسوم (إضافية) على الطلاب (القدامى)، على أن يدرسوا برسوم العام الفائت، وألا تتجاوز الزيادة للطلاب الجُدد نسبة (%7) !!
في السودان .. لا فرق بين طلاب جدد وقدامى في المدارس الخاصة وبعض الجامعات .. فالرسوم متحركة بلا قيد ولا شرط ولا تحديد لنسبة معينة، فإحدى المدارس التي عنتها وزارة ” فرح مصطفى “طبقت زيادة بلغت نحو (%17) ، وقفزت بزيادة رسوم الترحيل إلى (%40) ، مع أن الوقود لم يزد هذا العام ولا زادت الزيوت والاسبيرات بنسبة (%40) !!
ما يحدث في بلدنا .. في كل مناحي الحياة، لا وصف له غير (الفوضى) .. الجشع .. والطمع .. والاستهتار العام .
فصاحب المدرسة الخاصة يزيد الرسوم كيفما يريد ، ومستورد السلع الغذائية يضع ما يناسبه من نسبة أرباح لا علاقة لها بالعرف العالمي في هامش الربح في دول الاقتصاد الحُر، وصاحب )المول (في أي من مدن العاصمة يبيع مثلا .. صندوق الشاي الصغير”ليبتون” ب(18)  جنيها ويحوي)25 فتلة(لا غير !! بينما كان سعره (8) جنيهات قبل شهرين !! أي أن الزيادة بلغت (%125) !! وعلبة معجون الأسنان ب(32)  جنيها !! وبلغ سعر لتر واحد من لبن كابو (22) جنيهاً، وعلبة الزبادي الصغيرة ب(12)  جنيها بعد أن كانت ب(6) جنيهات !!
من يوقف هذا السيل المنحدر من الفوضى ؟!
واعلم يا سيدي الوزير الدكتور” فرح مصطفى ” أن قراراتك و توجيهاتك قد (شالها الريح ) .. ولا عزاء لأولياء الأمور !!

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية