شهادتي لله

(مجنون) ليبيا الجديد.. الخطر الداهم!!

التحركات المعادية.. الخطيرة والمريبة التي يقودها الجنرال الليبي “خليفة حفتر” ضد السودان، وآخرها إغلاق قنصلية بلادنا في مدينة “الكفرة” وطرد الدبلوماسيين السودانيين العاملين فيها، وقبل ذلك تحالفه المستمر مع حركات التمرد في دارفور وعلى رأسها حركة “مناوي” التي تقاتل بجندها كـ(مرتزقة) ضمن قوات “حفتر”، ثم ما تسرب (أمس)، من معلومات عبر وسائط غربية عن دعم إسرائيلي يشمل السلاح تلقاه الجنرال الليبي عبر وساطة من دولة عربية (خليجية)، كل ذلك يتطلب أن تنتبه حكومة السودان لهذا الخطر الداهم الذي يتهددها من ناحية الغرب.
إذا كانت كل دولة عربية في إطار (تحالف عاصفة الحزم) في اليمن، أخذت تبحث عن مصالحها وتسعى لتنفيذ أجنداتها الخاصة، بما في ذلك التدخل في دولة بعيدة جغرافياً عن الكثير من تلك الدولة (الحليفة)، فإن الأولى أن تتصدى حكومة السودان بقوة وسرعة للمخطط الجديد الذي ينطلق من جارتنا الغربية.
إن ما يحدث في ليبيا يتأثر به (الجيران) أولاً، وليس غيرهم، فما الذي يجعل الأبعدين يتدخلون في منطقتنا ويدعمون فصيلاً عسكرياً عدواً لنا في جوارنا الغربي، ونحن نتفرج عليهم، وهم يحاربون تنظيمات أخرى (أيديولوجياً)، بينما يشعل هذا الجنرال (المجنون) النار في دارفور، ويتوعدنا بحرب ثانية!!
إن (مجنون ليبيا) الجديد “خليفة حفتر” يتحالف مع أمريكا.. ومع إسرائيل.. ودول الخليج.. ومصر.. وروسيا، ويعادي السودان ويغلق قنصلياته ويطرد دبلوماسييه، ويزود حركات التمرد الدارفورية بالسلاح، بينما السودان هو الدولة التي ساندت ودعمت (ثوار ليبيا) حتى سقط نظام “القذافي”، ولو كان “حفتر” من أنصار الثورة الليبية لعرف قدر ومقدار السودان، لكنه.. وللأسف من أنصار ” القذافي” والعهد البائد!!
والوضع إذ ذاك، يتوجب على حكومتنا أن تبذل جهوداً مكثفة واتصالات دبلوماسية على مستوى عالٍ في أفريقيا وروسيا وغيرها من القوى الإقليمية والدولية غير المتآمرة، لكشف مخططات “حفتر” في ليبيا، ومحاصرته بكافة السبل والوسائل.
إن الاكتفاء بالفرجة على ما يقوم به “حفتر” وأنصاره في جوارنا الغربي، سيخلق واقعاً قاتماً وسوداوياً، تعجز دولتنا عن مواجهته، إذا ما أحكم هذا (المجنون) نفوذه على الدولة المشتعلة.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية