شهادتي لله

قرار "البشير" .. انتهت مواسم التبرعات!!

قرار الرئيس “البشير” بتجميد لجنة التفاوض مع الولايات المتحدة الأمريكية حتى يوم (12) أكتوبر المقبل، هو رد فعل طبيعي ومبرر على سياسة الابتزاز الأمريكية المستمرة تجاه السودان، فقد انتظرت بلادنا طويلاً ومنذ أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001م، رفع القرار الأمريكي الجائر بوضع اسم السودان في قائمة الدول الراعية للإرهاب في العام 1993م، و إلغاء العقوبات اقتصادية الأحادية المفروضة في العام 1997م، فقد شهدت مستشارة الأمن القومي الأمريكي “كوندوليزا رايس” عقب أحداث (11 سبتمبر) بأن السودان متعاون و شريك مع الولايات المتحدة في الحرب ضد الإرهاب .
منذ أن كانت “كوندي” مستشارة للأمن القومي في العام 2001م، وإلى أن أصبحت وزيرة للخارجية في العام 2005م، ظلت الإدارة الأمريكية تؤكد على تعاون السودان في مجال مكافحة الإرهاب، وهو أحد المسارات أو الشروط الخمسة التي حددتها “واشنطن” في العام 2016م، لرفع العقوبات عن كاهل السودان!!
(16) عاماً والسودان ينتظر شكره وتقديره على ما قدم من مساعدات في ملف مكافحة الإرهاب والسلام في جنوب السودان، وتوقيع اتفاقيات مع العديد من حركات دارفور من    “أبوجا” 2006م، إلى سلام دارفور في “الدوحة” بعد (6) سنوات، ثم اعتماد مشروع تقرير مصير جنوب السودان و الاعتراف بنتيجة الاستفتاء في العام 2011م، ثم الاعتراف باستقلال دولة جنوب السودان، وكان السودان أول دولة تعترف باستقلال الدولة الوليدة رغم ما أصاب الدولة الأم من تداعيات كارثية سياسية واجتماعية ونفسية واقتصادية جراء فقدان (ثلاثة أرباع) ثروة البلد النفطية وغيرها من الموارد الطبيعية الهائلة .
كل تلك التضحيات الجسام والتنازلات الكبرى، وأمريكا تسدر في غيها وتصر على المزيد من الضغوط وتجدد كل عام العقوبات على بلادنا منذ عهد “كلينتون” مروراً بفترتي “بوش الابن” وفترتي”أوباما ” إلى أن لاحت بارقة أمل في القرار التنفيذي الذي أصدره “أوباما” قبل أسبوع واحد من مغادرته البيض الأبيض في يناير من هذا العام، مقرراً الرفع الجزئي للعقوبات على أن ترفع (نهائياً) في 13 يوليو (أمس) .
لكن أمريكا لا تترك سياسة العصا والجزرة .. لا تغادر مربع الاستغلال والابتزاز لشعوب العالم الفقيرة والمستضعفة، بينما لا تقوى على تنفيذ تهديداتها تجاه “كوريا الشمالية”.. مثلاً .. لأنها قوة نووية عظمى .
أمريكا دولة الكاوبويات .. والمسدسات .. والمصارعة الحرة لا تفهم سوى لغة القوة والمواجهة.
أمريكا لا تدفع ثمن ما يهدى إليها والرئيس “البشير” أوقف بقراره الجمهوري أمس، حفلات الإهداء المجانية.. انتهت فترة العطاء دون مقابل.. قفلنا باب التبرعات لأمريكا.  
أحسن الرئيس صنعاً.. وإن كنت أرجو أن يكون استخدام كروت الضغط  لدى السودان قبل موعد إصداره بأسبوع .. أسبوعان.. (يا سيادة القائم بالأعمال.. الرئيس مصر على وقف التعاون معكم إذا لم ترفعوا العقوبات في 13 يوليو) .. لكن بعض مسؤولي الدولة للأسف ظلوا يرسلون رسائل (استرخاء) لا تناسب العقلية الأمريكية، بل دعا بعضهم علناً إلى عدم التصعيد مع أمريكا في حالة صدور قرار سلبي!! ماذا تتوقعون من “ترمب” إذن؟! هذا ما أفضل ما يمكن أن يقدمه لسيادتكم ما دمتم تقبلون كل قرار .. مقدماً!!!.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية