حكومتنا البطيئة .. وصلت بعد (التعليق) !!
{أخيراً .. وبعد خراب مالطا، توصلت حكومتنا البطيئة إلى حل لأزمة كرة القدم السودانية بعد قرار الاتحاد الدولي بتعليق نشاط الاتحاد السوداني إثر مكاتبات بينه ورئيس اتحادنا “معتصم جعفر” الذي عندما فشل في إقناع الاتحادات الولائية بالتصويت له، غدر بالبلد .. ووجه إلى ظهرها طعنة نجلاء بالتواطؤ مع الـ(فيفا) حفاظاً على مصالحه ومجموعته المخربة !!
{متى يتعلم هؤلاء الوطنية من أشقائنا المصريين، فرئيس الاتحاد المصري لكرة القدم “جمال علام” قدم استقالته في مايو 2016 مع أن المحكمة الإدارية حكمت لصالحه، لكنه خوفاً على تاريخ بلاده واسمها الناصع في مجال كرة القدم، وتجنيبها خطر التجميد أو التعليق من قبل الـ(فيفا)، آثر الانسحاب من المسرح وغادر الكرسي العزيز، وقلبه يخفق مردداً النشيد الوطني: بلادي .. بلادي .. بلادي … لك حبي وفؤادي !!
{متى يتعلم هؤلاء وأولئك قيم الوفاء والعطاء للبلد التي أطلقوا فيها شهقة الحياة الأولى، البلد التي علمتهم .. ودربتهم .. وصعدتهم في المنصات والمحافل الدولية وجعلتهم شيئاً مذكوراً بعد أن كانوا من غمار الناس.
{لكنهم طعنوا وطنهم بخنجر مسموم وتركوه يتلوى على الأرض جريحاً، خنقوا الفرحة في قلوب لاعبي المريخ وهلال الأبيض، وأحبطوا الجماهير العريضة التي ما صدقت أن فريقين من سوداننا المكلوم يتقدمان نحو النهائي بخطى ثابتة وآمال عراض وعزيمة راسخة، فنسفوا كل أحلام الملايين، حرصاً على كراسي اتحاد الكورة !!
{وظلت حكومتنا البطيئة تتفرج على هذه المهازل والمساخر أسبوعاً وراء أسبوع وشهراً بعد شهر، وهي تعلم أن (فيفا) لن ترحمهم ما دام عملاؤها في الخرطوم يوافونها بما يناسب وضعهم من معلومات عبر فاكس الاتحاد !!
{ما كان مناسباً أبداً أن يصدر قرار من الدولة، ولا أقول من وكيل العدل، باستلام مقر الاتحاد بواسطة قوات الشرطة، حتى لو طلب الاتحاد الفائز ذلك، ما دام أنهم غير قادرين على المضي قدماً في هذا الشوط .
{فاز الفريق “سر الختم” بالانتخابات، وسقط “معتصم جعفر” شر سقطة بعد أن سحب استمارة الترشيح لمنصب الرئيس لدورة جديدة، ثم غافل الجميع مختلياً بالفاكس، بصحبته السكرتير “مجدي شمس الدين” مخاطباً (فيفا) ومحتمياً بها، و(فيفا) وسكرتيرها العام السنغالية “فاطمة سامورا” لا تعرفان في السودان غير “معتصم جعفر” و”مجدي شمس الدين” .. فكيف ستكذبهما وتصدق حكومة السودان ووزير رياضتها أو حتى اتحادنا المنتخب المظلوم، طالما أن الرئيس السابق لا يحترم الديمقراطية ولا يعترف بالنتيجة ؟!
{لقد أثبتت هذه المسخرة الرياضية أن حكومتنا أضعف مما كنا نعتقد، وأبطأ مما كنا نظن، فماذا نفعل في هذا الوطن المظلوم بأيدي أبنائه، وقد تكاثرت علينا المصائب .. والمصائب لا تأتي فرادى ؟!!
{اللهم ألطف بعبادك المساكين .. أهل السودان.