" البشير" إلى "روسيا " .. دا الكلام!!
زيارة الرئيس “البشير” المعلنة رسمياً إلى “روسيا” الشهر المقبل، هي في تقديري ستكون أهم زيارة لرئيس الجمهورية خلال السنوات الأخيرة على الإطلاق.
لا أتوقع عرقلة للزيارة، كما توقع البعض في الأسافير، لأن روسيا دولة عظمى ودولة مؤسسات، ولا تخضع لأي ضغوط أو تأثيرات من أي دولة أو منظمة في العالم، لكن ما أخشاه أن تتم الزيارة ولا تستطيع حكومتنا ووفدنا المرافق للسيد الرئيس من تقديم مشروعات (تحالف) وليس (تعاون)، واضحة و جاهزة للتنفيذ، فنخرج من المولد “الروسي”، كما خرجنا من المولد “الأمريكي” بدون حمص!!
غض النظر عن موقف رفع العقوبات الأمريكية، فإن حكومتنا ينبغي أن تسرع الخطى باتجاه القطب الروسي بجدية و مصداقية عالية، لأن “موسكو” لا تتعامل مع (صاحب بالين)، وقد كان دعمها واضحاً وجلياً لنظام “بشار الأسد” في سوريا، حيث تقف ضده عملياً كل دول العالم باستثناء “روسيا “و “الصين” و”إيران”، ورغم ذلك يظل صامداً وباقياً على وحشيته وإجرامه وسقوط شرعيته حتى في الجامعة العربية!!
صاحب بالين كضاب.. وليس من الحكمة أن نضع كل (بيض) دولتنا المحاصرة والمبتزة من الأقرباء والغرباء في سلة أمريكا، ننتظر الحلقة الأخيرة من مسلسل ابتزازاتها القبيحة .
زيارة الرئيس لروسيا صفحة جديدة وبالغة الأهمية في ملف علاقاتنا الخارجية، نحتاج أن نستغلها بإنجاز شراكة اقتصادية في مجالات الزراعة والتعدين والنفط والغاز، ونستغلها في إنجاز اتفاق شراكة عسكرية و(دفاع مشترك)، بما في ذلك بحث إقامة (قاعدة عسكرية) روسية على ساحل البحر الأحمر شمال أو جنوب “بورتسودان”، وليس في ذلك عيب ولا منقصة للسيادة الوطنية، فدولة مثل “تركيا” لديها الآن قاعدة عسكرية في “قطر”، وفي ذات الوقت هناك قاعدة عسكرية “أمريكية” في “تركيا”!!
هذا زمن الأحلاف السياسية والعسكرية.. والسودان لا يستطيع بفقره وأزماته الداخلية والأزمات الخارجية المفروضة عليه مثل أزمة الخليج الأخيرة، لا يستطيع أن يقاتل وحده، ولابد من ظهير دولي قوي لنغلق بالضبة والمفتاح باب الابتزازات و الاستفزازات المستمرة من هنا وهناك .
ليس عيباً أن تكون على ساحلنا الشرقي قاعدة “روسية” برغبتنا – هذا إذا وافق الروس – فما زالت لدينا قوات (أجنبية) تسمى “يونميد” موجودة على أرضنا في دارفور منذ سنوات، غصباً عنا، وقبلها كانت بين ظهرانينا قوات “يوناميس” التي حرست الحركة الشعبية حتى انفصل جنوبنا الحبيب ولم تحرس السلام!!
زيارة روسيا.. عمل عظيم يستحق عليه البروفيسور “غندور” آلاف التحايا ورسائل الاحترام .. فقط ننتظر الحصاد.