قيادي من البجا: ليس بيدنا سلطة لإنقاذ أهلنا في الشرق من المجاعة
تبدأ صباح اليوم (الثلاثاء) بقاعة الصداقة الخرطوم أعمال المؤتمر العام للبجا.
وينتظر أن يشرف الجلسة رئيس الجمهورية رئيس المؤتمر الوطني “عمر البشير”، ورئيس حزب الأمة القومي “الصادق المهدي”، ورئيس الحزب الاتحادي الديمقراطي (الأصل) “محمد عثمان الميرغني”، والأمين العام لحزب المؤتمر الشعبي الدكتور “حسن الترابي”، بالإضافة إلى وفد رفيع من الحزب الحاكم في دولة إرتريا في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر العام للحزب الذي تنطلق أعماله – اليوم (الثلاثاء) – بالخرطوم.
وقال مقرر المؤتمر الناطق باسم الحزب “عصمت علي إبراهيم”، في تصريحات لـ(المجهر)، إن المؤتمر سيناقش الأوضاع الأمنية، السياسية، والاقتصادية في شرق السودان بشكل خاص وفي السودان بشكل عام. وقال إن المؤتمرين سيختارون قيادة جديدة للمؤتمر عبر انتخابات حرة ونزيهة لاختيار رئيس جديد وقيادات للمكتب القيادي واللجنة المركزية، لكنه عاد وقال إنه لا توجد ترشيحات حتى الآن لمنصب رئيس المؤتمر؛ مما يعني ضمنياً استمرار الرئيس الحالي “موسى محمد أحمد” في منصبه. وقلل الناطق الرسمي من الأصوات التي تعارض عقد المؤتمر بالخرطوم، مشيراً إلى أن الحزب يريد الانفتاح على كل السودان ولا يريد أن يكون منكفئاً في شرق السودان فقط. وأبان أن عدد المشاركين في المؤتمر سيصل إلى (800) شخص تم تصعيدهم من المؤتمرات القاعدية من ولايات شرق السودان والخرطوم ونهر النيل.
وأعرب الأمين العام لمؤتمر البجا “صلاح باركوين” عن عدم رضا حزبه لسير إنفاذ اتفاقية سلام الشرق، مشدداً على التزامهم بكل ما ورد فيها من بنود، بينما أعتبر موقف الحكومة حيالها بأنه (غير موفق)، ورفض تجاهل الحكومة لقضية مثلث حلايب في لقاءاتها المتكررة مع مسؤولين مصريين، لافتاً إلى أن مؤتمر البجا ظل يطالب بتحريرها، لكن ليست لديه السلطة ولا الجيش للقيام بذلك، مؤكداً استعداد البجا ليكونوا سنداً للحكومة في أي إجراء تتخذه لتحرير حلايب، رافضاً الحديث عن تكامل بين البلدين حول منطقة لم تحسم تبعيتها بعد.
ووصم الأمين العام لمؤتمر البجا “صلاح باركوين”، في مؤتمر صحفي بمنبر وكالة السودان للأنباء (سونا)، أمس، مشاركة حزبه في الحكومة بـ(الصورية والديكورية)، واصفاً الحديث المتكرر عن المشاركة بأنه “زر للرماد في العيون”، قائلاً: (ما لم نشارك في الجهاز التشريعي فلن تكون هناك مشاركة أصلاً)، لافتاً إلى أن البرلمان أصبح غرفة لتمرير قرارات الحزب الحاكم الذي يسيطر عليه بنسبة (99%) بنواب لا يرددون سوى مقولة (نعم) ورفض تحميل حزبه لأي مسؤولية جراء مشاركته في السلطة.
وأقرّ “باركوين” بتفشّي الفقر والجوع والمرض بولايات الشرق، لكنه قال (ليس بيدنا سلطة لفعل شيء؛ لأن تلك الولايات تقع تحت قبضة المؤتمر الوطني وليس مؤتمر البجا)، داعياً أبناء المنطقة بالخارج والداخل لنجدة أهاليهم، وعدم انتظار الحكومة التي لن تفعل لهم شيئاً.
وكشف عن أهم الأوراق التي سيناقشها المؤتمر العام الثالث لمؤتمر البجا الذي سيبدأ جلساته اليوم، وهي تقييم المرحلة السابقة منذ توقيع اتفاقية السلام، مشيراً إلى أن المؤتمر يجيء في ظل ظروف سياسية معقدة، ممثلة في الاحتقان السياسي الحاد، الذي أدخل البلاد في نفق مظلم، لافتاً إلى أن الشعب لم يعد أمامه خيار سوى انتزاع سلطته، مهما كان الثمن، مشيراً إلى أن مؤتمر البجا ولد ليبقى، وقد حقق تطوراً ملحوظاً في طريق التحول الديمقراطي.