فوضى المواصلات .. متى يتغير هذا الواقع ؟!
{مساء أمس (الخميس) وفي طريقي من الخرطوم إلى بحري لفتت نظري أعداد كبيرة من المواطنين وهم يسيرون برهق وعرق على أقدامهم من مواقف المواصلات الغائبة إلى محطات أخرى، يحلمون أن يجدوا عندها وسيلة مواصلات عابرة ولو عن طريق الصدفة !!
{ويتكرر هذا المشهد كلما اقترب شهر رمضان الكريم، أو قبيل عيدي الفطر والأضحى المبارك .
{لقد تعودنا في السودان أن تهب علينا ثورة الهلع والقلق كلما دخلت علينا مواسم الأعياد والمناسبات، وكأنما ستقوم القيامة !!
{تزدحم الأسواق وتكتظ الشوارع بالسيارات والمارة والدواب، الكل يريد أن يشتري كل شيء في هذا اليوم، فيختلط الحابل بالنابل وتضرب الفوضى أركان عاصمتنا الفوضوية، وكأنها بلا مسؤولين ولا معتمدين، ولا إداريين مهمتهم تنظيم حركة المواصلات وتوفيرها قبل ذلك للناس الغلابى والمساكين والكادحين الذين لا يملكون سوى تعرفة المشوار إلى بيوتهم على ظهور بصات الولاية والحافلات “الروزا”.
{ووقت أن كانت جموع المواطنين تزحف على أرجلها، كان بعض معتمدي المحليات مشغولين بالمنتديات والاجتماعات عديمة النفع والمجاملات المظهرية .
{متى يشعر حكام ولاية الخرطوم بمعاناة رعاياهم، ويكونون على الدوام على أهبة الاستعداد ليلاً ونهاراً، يراقبون ويقفون على تيسير معاش الناس وتحسين خدماتهم من صحة وتعليم ومواصلات.
{وإذا كانت بصات الولاية والحافلات المرخصة كنقل عام تمثل وسائل الحركة الرئيسية بالولاية، فلابد أن يلتزم سائقوها بخدمة المواطن ليلاً ونهاراً، في العطلات والمناسبات و(الوقفات) كما هو الحال في الأيام العادية، وفق نظام دقيق والتزام صارم، ومناوبات لعدد محدد من المركبات تحت إشراف ومتابعة إدارة النقل العام والبترول، ومن فوقهم وزارة البنى التحية ومعتمدي المحليات المعنيين بخدمة مواطنيهم .
{لكن ما يحدث في الواقع يكشف عن أزمتنا الإدارية المتزايدة كل يوم، فالأزمة ليست في نقص مواعين المواصلات بأي حال من الأحوال، بدليل توفرها بل زيادتها عن الحاجة في الظروف الطبيعية، ولكنه سوء الإدارة وغياب الرقابة، ولا مبالاة أصحاب المركبات العامة، والقائمين على أمر متابعتهم من قبل الحكومة .
{متى يتغير هذا الواقع ؟!
{(جمعة) مباركة.