صديقي وأخي الرائع دوماً "سعد الدين".. (الحكايا عليك تسلم)
بقلم – مختار دفع الله
هاتفني في ساعة متأخرة من ليل أمس الصديق العزيز الأستاذ “عامر باشاب”، وليته لم يتصل، فقد أيقظ في داخلي جراحات كثيراً ما أعمد إلى تناسيها بلا جدوى، إذ لفت انتباهي إلى أن اليوم (الجمعة) يصادف مرور الذكرى الأولى لرحيل الحبيب الأعز والصديق الوفي، الشاعر والأديب والقاص والإعلامي شقيقي الأكبر “سعد الدين إبراهيم”.. وليت أخي “باشاب” لم يفعل، فحينها استيقظت سنابل الأشجان وهبّت رياح الذكرى العاتية لهذا الفقد الفادح والخطب الجلل المتمثل في الرحيل المفاجئ لأعز الناس وأحبهم إلى قلبي، أخي الذي لم تلده أمي “سعد الدين إبراهيم”، الذي فقدنا برحيله واسطة عقدنا وبات مكانه شاغراً في مجالس الأنس التي كان ريحانتها، وفي المنتديات والأمسيات الأدبية التي كان أحد فرسانها الأشاوس، ووسائط الإعلام المختلفة التي كان عطرها.. وسنبقى نحن أحباب “سعد الدين إبراهيم” نختزن صورته البهية، وذكراه العطرة في أفئدتنا.. كل أحباب “سعد الدين”، “هلاوي” و”التجاني” و”عبد المطلب الفحل” و”صلاح عبد الحفيظ”، جميعنا سنحمله في الوجدان إلى أن نلتقيه في رحاب الله، الذي نسأله تبارك وتعالى أن ينزله منزلة صدق مع الصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقا.
الحكايا عليك تسلم
صحي مرّ عام
من غبت يا بدر التمام
وأنا والحبيب “هلاوي” في وسط الزحام
ما لينا غير سيرتك كلام
وعيونا جافاها المنام
لا قميرات لينا قوقت
لا هدل بعدك حمام
ومن غبت يا سعد السعود
لا كمان أطربنا نغمو لا وتر دندن في عود
والفرح فارق ديارنا وما أظن بعدك يعود
وين تاني من بعدك أنيس
أو ألقى زيك تاني يا أفضل جليس
نطراك دوام لو نسمة مرت
وخلت الأغصان تميس
ليلنا بعدك أضحى دامس
ومن بعيد أسمع في صوتك يجيني هامس
كلو حنية ومحنة وجوة للوجدان يلامس
واحشني يا زول يا جميل
واحشني يا زول يا أصيل
ليه إنت استعجلت يا غالي الرحيل
(دي المواعيد لسة حزنانة بتنادي
والأماسي بتبكي في أسى ما اعتيادي
والغيوم مطلية باللون الرمادي
ما “كنت” بهجتا بي روايع قوس قزح
والله ما طلانا من بعدك فرح
ولا حتى من بعدك فؤاد يا “سعد” شفتو انشرح)