في حضرة الرئيس!!
– 1 –
} فقدت “إثيوبيا” والقارة السمراء جمعاء، كما فقد السودان، زعيماً استثنائياً مهماً هو السيد “مليس زيناوي”، رئيس وزراء جارتنا الكبرى صاحبة (النيل)، والحضارة، والتاريخ، والأصول المشتركة.
} “زيناوي” كان ظهيراً إستراتيجياً لبلادنا، وساعد كثيراً في دعم مواقف السودان في اجتماعات الاتحاد الأفريقي، ولجانه، ومفوضياته المختلفة، فضلاً عن مساهماته وتدخلاته المعروفة في التوسط بين حكومتنا وجنوب السودان، قبل وبعد (الانفصال).
} ورغم أن قيادة الجبهة الحاكمة في إثيوبيا قد رتبت أمر انتقال السلطة إلى جيل الشباب منذ سنوات، كما أن “زيناوي” أعلن من قبل أنه لن يترشح لدورة قادمة، إلا أن غياب القائد صاحب (الكاريزما) والقدرات العالية، يجعل عبور هذا المنعطف السياسي شاقاً وعسيراً، خاصة في ظل تصاعد احتجاجات (المسلمين) الذين ينتمون إلى جميع قبائل إثيوبيا، بما فيها قبيلة “التقراي” التي ينحدر منها رئيس الوزراء الراحل، وأبرز قيادات الدولة وأقواها سلطة ونفوذاً.
} المطلوب من حكومة السودان أن تسعى – وهي مؤهلة لذلك – في (الوساطة) بين تنظيمات المسلمين في إثيوبيا وحكام “أديس أبابا”، فلا يليق بدولتنا أن تقف متفرجة على ما يحدث أو ما يمكن يحدث في بلاد أشقائنا (الأحباش).
– 2 –
} هاتفني أمس الأخ الأستاذ “عماد سيد أحمد”، السكرتير الصحفي للسيد رئيس الجمهورية، وأوضح أن الرئيس تسلم بالفعل استقالة مدير سلطة الطيران المدني عبر وزير الدفاع، وأن سيادته وجه باستمرار المدير العام في أداء مهامه. كما سألني عن عبارة استشكل فهمها على البعض، وردت في مقال الأمس (أتحدى مدير هيئة الطران المدني في حضرة الرئيس). ولا شك أن المقصود ليس حضوري والسيد المدير العام المهندس “محمد عبد العزيز” – الذي هاتفني أمس مشكوراً وأوضح وجهة نظره حول ما كتبنا – ليس المقصود حضورنا المشترك بلحمنا ودمنا (في حضرة) الرئيس بمقر إقامته في (بيت الضيافة)، وإن كان ذلك يشرفنا، ويزيد سرورنا، ويدخل البهجة في قلوبنا، لكن العبارة تعني أن الرئيس البشير حاضر – بالتأكيد – في مجالسنا ومقالاتنا وآرائنا، ما دام مطلعاً كل صباح على معظم الصحف الصادرة في (خرطوم الحريات). ألم تسمعوا ما يردده السادة (الصوفية) بأن (الجلسة دي محضورة)؟!
} طبعاً.. من حق الرئيس أن يرفض استقالة مدير الطيران، ويقبل استقالة وزير الزراعة.. مثلاً..! ومن حقه أن يقبلهما الاثنتين، أو يرفضهما معاً، كما رفض من قبل استقالة وزير الصناعة إبان أزمة افتتاح سكر النيل الأبيض.
ولكن مؤكد أن من حقنا أن نكتب ما نعتقد أنه صواب، إلى أن يثبت العكس، ومن بعد ذلك فإن كل نفس بما كسبت رهينة.
– 3 –
} إدارة (التحصين) التابعة لوزارة الصحة الاتحادية، هي الجهة الوحيدة في السودان التي تقدم خدماتها (مجاناً)، وبهمة ونشاط، ورغبة صادقة في العمل. تابعت ذلك في مستشفى الاطفال بأم درمان، ومركز صحي “ودنوباوي”.
أخشى أن تفكر جهة ما – بعد اطلاعها على هذه الزاوية – في استثمار تحصين الأطفال والحوامل وفرض رسوم على الخدمة.
شكراً للعاملات في التحصين على امتداد السودان.
– 4 –
} وما دمنا نتحدث عن ظواهر إيجابية، وهي على قلتها تستجوب الإشارة والإشادة، للمزيد، فإنني لا بد أن أطلب من السيد المدير العام لقوات الشرطة الفريق أول “هاشم عثمان” منح (حافز) لضباط وجنود شرطة المرور الذين تفرغوا تماماً لتنظيم حركة المرور مساء يوم (الجمعة) 29 رمضان، خاصة الضباط (من رتب مختلفة) الذين كانوا يرابطون في شارع المعونة – بحري قبالة (سوق سعد قشرة)، فنادراً ما تجد ضابطاً برتبة “عقيد” أو “مقدم” يتصدى لمهمته ميدانياً في الطرقات.
} وكل عام وكل المسؤولين في الميدان.