أخبار

تجديد "معتصم"..!

{ قبل عشرين عاماً كان د. معتصم عبد الرحيم أميناً عاماً لوزارة التربية والتعليم بولاية الخرطوم، وخلال الـ (20) عاماً ارتقى د. معتصم عبد الرحمن لمرتبة الوزير الاتحادي، ثم والياً على الشمالية، ليتم خفض رتبته ووظيفته من والٍ لوزير دولة، تم تدحرج لأسفل السلم الوظيفي من وزير دولة لوكيل وزارة، وما بين الوظيفة والأخرى يمكث د. معتصم عبد الرحيم فترات محارب أو استراحات قصيرة (جعلت) منه نقابياً في كرسي نقيب المعلمين، وهو يستحق الموقع بالخبرة والتخصص واحتراف السياسة، حتى هبت رياح د. معتصم من جديد ليعود لموقع الوزير الولائي في حكومة الوالي د. عبد الرحمن الخضر الذي كان وزيراً في الشمالية حينما كان د. معتصم عبد الرحيم والياً على الشمالية! والمكتب القيادي لحزب المؤتمر الوطني يفحص سيرة المرشحين لسد شواغر طائرة تلودي في جسد حكومة الخرطوم يقع بصره على د. معتصم عبد الرحيم الوزير الاتحادي والوالي السابق ووكيل وزارة التربية والتعليم الاتحادية الذي تقاعد للمعاش ويزكيه، وتحت ذريعة أن التراث الإسلامي يحفظ واقعة أسامة بن زيد وخالد بن الوليد وكيف ترجل ابن الوليد من قيادة الجيش لأسامة (الجندي) ليقود الجيش وحينها لم تُرفع شعارات تجديد دماء دولة الصحابة مثلما تُرفع الآن شعارات التجديد كأقوال غير قابلة للتطبيق، وتأتي الحكومات بوزراء من الظل وكراسي القماش تنفض عنهم غبار النسيان وهم تحت شبق الشهوة للسلطة (لا يأبهون) بالتاريخ ماذا يقول عنهم، وقد ارتضى الفريق عبد الكريم عبد الله مثل معتصم عبد الرحيم تولي منصب معتمد الرئاسة في ولاية الخرطوم.. والفريق عبد الكريم هو المدير العام الأسبق لجهاز الأمن والمخابرات ومدير جهاز المخابرات الخارجي ووزير الدولة برئاسة الجمهورية والرجل الثالث أو الرابع في الدولة بحكم الوظيفة والمهام التي كانت على عاتقه، فكيف يرتضي لنفسه وظيفة معتمد رئاسة شرفي لا سلطة ولا قرار؟ ومن فوق الفريق عبد الكريم من كانوا بالأمس ضباطاً صغاراً يأتمرون بسلطته، فأصبح اليوم يتلقى توجيهاتهم، فمالكم كيف تحكمون؟!
{ الوظيفة العامة لها تقاليدها المتوارثة جيلاً بعد جيل وأمة بعد أمة، ولكننا نذبح التقاليد المرعية منذ القديم في رابعة النهار، نذبحها من الوريد إلى الوريد تحت شعار تبريري فقد بريقه (هي لله)، نعم لا للسلطة ولا للجاه ولكن نعم لاحترام النفس، فالفريق عبد الكريم عبد الله صورته الزاهية في نفوس من يعرفه ومن لا يعرفه خدشها قبوله بالمنصب الوضيع في ولاية الخرطوم، والأستاذ والمربي معتصم عبد الرحيم كتب بنفسه شهادة وفاة لقيم المعلم الذي لا يخلع عباءته لتلميذه مهما بلغ من كبر المقام والوظيفة، وكيف يجلس معتصم عبد الرحيم أمام ود الخضر ويصغي لتوجيهات الوالي وقراراته، وبالأمس القريب كان الخضر تلميذاً في مدرسة المعتصم بأمر الله!!
{ والآن أضحى التلميذ أستاذاً، والقائد جندياً.. وذُبحت المقامات وأهالوا عليها التراب، فلا عجب إذا عاد د. مصطفى عثمان وزير دولة بالخارجية حينما يصبح صلاح ونسي وزيراً، وقد يُعين صلاح قوش وزيراً في حكومة البحر الأحمر مع أن مثل صلاح تصغر عنده الدنيا وأنفه في السماء السابع!!

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية