أخبار

تشويه سمعة

{ بعض الجهات الحكومية تمارس تشويهاً متعمداً لصورة النظام وكأنها تنفذ خطة لإسقاطه من الداخل.. اقرأ معي هذا الخبر المريب العجيب (اعتقلت السلطات بمحلية الفشقة في ولاية القضارف مرشح مبادرة القضارف لمنصب الوالي “تاج السر القاسم أحمد القرشي” أمس بعد تدشين حملته الانتخابية عبر لقاء مباشر مع الجماهير وتم اقتياد المرشح إلى مركز شرطة الشوك. وأفاد “جعفر خضر” مسؤول الحملة الانتخابية إن الشرطة أفرجت عن المرشح بعد أن كشف من خلال أوراقه الثبوتية أنه مرشح لمنصب الوالي) انتهى الخبر الذي أوردته (الانتباهة) – وليس راكوبة الحزب الشيوعي ولا بقية المواقع الإلكترونية.. وفي أخبار (الأحد) أن معتمداً لمحلية “الخوي” أصدر قراراً بحظر نشاط حزب المؤتمر السوداني المعارض في محليته إلى حين إشعار آخر..
{ إذا سألت أي سوداني عن انتخابات ولاية القضارف لأقسم بفوز المؤتمر الوطني دون جهد وعناء كبيرين لأن المنافسة أصلاً غير واردة، فالأحزاب المعارضة يئست وأصابها الإحباط وكسدت بضاعتها ووضعت رهاناتها على القوى التي تحمل السلاح، والذين أعلنوا خوض انتخابات القضارف من (المغمورين) سياسياً وتعوذهم الإمكانيات المادية التي تمثل العامل الحاسم والراجح في أي انتخابات في الدنيا.. الشيء الذي يجعل انتخابات والي القضارف أقرب (للمزحة) و(تزجية) الفراغ السياسي وإهدار المال العام دون مبرر.. والأخ “الضو محمد الماحي” سيفوز بالمقعد الوثير حتى لو جلس في بيته ولم يتكبد مشاق السفر لأي من محليات وقرى القضارف فلماذا يتم (تشويه) العملية الانتخابية باعتقال منافسين غير حقيقيين.. والتشكيك مسبقاً في النتائج الانتخابية وهل (استجواب) مرشح لمنصب الوالي يمثل خصماً على التجربة بكاملها أم إضافة لمرشح المؤتمر الوطني الذي ينبغي له الحرص أكثر من غيره على نزاهة العملية ومساعدة حتى منافسيه لإثبات النوايا الحسنة والجدية، ولكن أن تتدخل بعض أجهزة الدولة في العملية الانتخابية فإن ذلك يقدح في التجربة ويعزز من ادعاء المعارضة ويهزم الدولة من حيث يريد نصرها..
{ ومثل حادثة الشوك فإن ما أقدم عليه معتمد “الخوي” من سلوك بحظر نشاط حزب المؤتمر السوداني يمثل شاهد إثبات آخر على خطل تقدير بعض الأجهزة الحكومية وتجاوزها الصريح للقانون واتكائها على القوة والسلطة دون مبرر.. فالأحزاب يتم تسجيلها بقانون ويحظر نشاطها بقانون، وفي الشهر الماضي تعرض رئيس حزب المؤتمر السوداني لاعتداء في محلية “الخوي” وفتحت السلطات المحلية بلاغات في مواجهته وحينما قدم للمحاكمة تمت تبرئته فكيف يصدر السيد المعتمد بعد قرار المحكمة قراراً بحظر نشاط حزب مسجل في الخرطوم وليس في (عيال بخيت) أو المزروب..
{ حينما تغلق الحكومة نوافذ حرية النشاط الحزبي و(يضيق) البعض بمجرد كلمات (تقال) في الندوات وهتافات لعدد محدود من الناس وتخاف السلطة حتى من مرشح مغمور بالقضارف ورجل أعمال مثل “إبراهيم الشيخ” فإنها تشجع من حيث لا تقصد على حمل السلاح والخروج للعواصم المتربصة والمعادية، فلماذا لا يجعل المهندس “حامد صديق” مسؤول الاتصال التنظيمي في المؤتمر الوطني من أولوياته (توعية) قيادات المؤتمر الوطني من معتمدين ووزراء قبل (التفكير) في الانتخابات القادمة؟!!

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية