لماذا الوفاق؟!
كلما أينعت ثمار الديمقراطية في بلادنا أجهز عليها البعض بذرائع شتى ودعاوى متعددة والهدف واحد، أن لا تقوم للديمقراطية قائمة في بلادنا وتبقى على حالها حكومة تفرض على القاعدة قسراً.. ومؤسسات مجتمع مدني يتم تعيينها تعييناً.. وأندية رياضية غالبها يأتي رؤساؤه بالتعيين، وحتى الاتحادات الرياضية موضوع حديثنا اليوم يجهز عليها الشموليون وما شابههم ممن ،باسم (الوفاق)، وقد أينعت ثمرة الديمقراطية واقتربت جماعة خرجت من صلب الوسط الرياضي ومن عمق المجتمع العريض من الفوز بقيادة الاتحاد العام لكرة القدم.. ولما شعرت بعض جيوب الحكومة الشمولية بأن حلفاءها من قادة الاتحاد الرياضي الفاشل والفاسد، الذي باع ذمته إلى الساقط في انتخابات الاتحاد الأفريقي “عيسى حياتو” قد أزف موعد رحيلهم، تم في هجعة الليل تكوين جسم حكومي يقوده وزير الإعلام “أحمد بلال” ،لإنقاذ جماعة “معتصم جعفر” و”جمال الوالي” وحلفائهم من الاتحاديين “مجدي شمس الدين” و”أسامة عطا المنان”، وتحت ظل السلطة و”سيف الدولة” وخزائنها تمت حياكة ما يسمى بالوفاق الوطني وفي جيوب الحكومة الصغيرة والضيقة (ترزية) لهم خبرات وصولات في (حياكة) الأشياء، ودونكم (الخبيرة) الكبيرة ،وما فعلته بتوصيات الحوار الوطني حتى غضب الشعبي وثار ،وكاد أن يخرج من حلبة السباق نحو كراسي السلطة لولا تدخل الرئيس “البشير” وإنقاذ الموقف من التطور نحو الأسوأ.
لجنة الوفاق الحكومية لم يخترها أقطاب الوسط الرياضي ولم يبارك وجودها د.”كمال شداد” و”محمد أحمد البلولة” والفريق “منصور عبد الرحيم”.. ولا تضم في عضويتها “طه علي البشير” و”مأمون بشير النفيدي” و”عمر البكري أبو حراز”، لكنها لجنة خرجت من رحم السلطة، وبالضرورة تعبر عن مصالح السلطة ورغباتها ونزواتها.. ولا شأن لها بإصلاح الرياضة وتوحيد قاعدتها على جادة التراضي الشعبي.. والوئام الجماهيري.. وكل هم اللجنة الوفاقية أن تجد مقعداً وثيراً لدكتور “معتصم جعفر” وحليفه وشريكه “جمال الوالي” المعين هو الآخر بقرار من السلطة ولم تنتخبه جماهير المريخ، وإذا أفلحت لجنة الوفاق الحكومي في تحقيق أي مكسب بدخول واحد أو اثنين من قائمة “معتصم جعفر” فإنها بذلك تحقق أهدافها.. ويذهب مولانا “أحمد هارون” إلى الأبيض لمتابعة مشروعات النهضة.. ويصعد “أحمد بلال” للقصر الرئاسي مساعداً للرئيس، وغير مهم إلى أين تذهب كرة القدم السودانية، بل المهم أن تجد اللجنة الوفاقية مقاعد في الاتحاد الرياضي لـ”أسامة عطا المنان” و”مجدي شمس الدين” ثم البحث عن وظيفة لرئيس هيئة التدريب الذي سقط بأمر الجمعية العمومية،. وسقوط “مازدا” يعني أخلاقياً أن يتقدم باستقالته من تدريب المنتخب الوطني ويفسح المجال لآخرين من الشباب “مبارك سليمان” و”إبراهومة” و”فاروق جبره”.. و”خالد بخيت”.. ولكن الحكومة بتدخلاتها تجهض ديمقراطية الحركة الرياضية بزعم الوفاق الرياضي، وعلى الجنرال “عبد الرحمن سر الختم” طاعة ولي الأمر والقبول بتوجيهات (الناس الفوق)، وإلا تستطيع المالية إغلاق البلف لإفشاله إذا تمادى في التمسك بالديمقراطية، التي حتماً لن تأتي بغيره إلى رئاسة الاتحاد في الدورة الحالية.
والشموليون الذين يخططون لإجهاض الديمقراطية هم من أشاعوا بأن الفريق “بكري حسن صالح” هو من وجه أمانة الشباب وأمينها الشجاع “عصام محمد عبد الله” بالوقوف في الحياد السالب حتى لا يسقط أبناء الحكومة المدللين “معتصم جعفر” وأصحابه وحليفه “جمال الوالي”.. ولكن ماذا حقق هؤلاء الحلفاء للحكومة من إنجازات، حتى تتمسك بهم وتسعى لكسر عنق الديمقراطية ،من أجلهم وهزيمة كل القيم الرياضية، من أجل هذه القيادات الفاشلة والفاسدة؟!