الديوان

* محامية تتذكر أول مرة "تشوف متهمين".. "والخوفة الدخلتها"!

* الأستاذة “هانم سيد مأمون” تفاجأت بموكلي يرفض أن أمثله أمام المحكمة بحجة أنني بنت!
حوار: هالة شقيلة
 الأستاذة “هانم سيد مأمون” خريجة جامعة الخرطوم كلية القانون، وهي تتذكر العديد من المواقف الطريفة التي رافقت بدايات عملها في المحاماة، وكيف تجاوزت الصعاب لتحقق النجاح الذي تتطلع إليه، منذ أن اختارت الولوج إلى هذا المجال، لتقدم أحد النماذج البارزة لقدرة المرأة على منافسة الرجل في ميدان العمل، وتفوقها عليه، خلافاً للانطباع الذي يسود في المجتمع، وهي في هذا الحوار، تخلص من تجربتها إلى ضرورة أن تتغير نظرة المجتمع للمرأة العاملة، والمحامية بوجه الخصوص، بدلالة ما لها من صولات وجولات في هذا الميدان.
}هل كان اقتحامك مجال المحاماة عن رغبة؟
-نعم.
}وهل تأثرت بشخص معين؟
-لا لم أتأثر بشخص معين، لكن تعجبني شخصية القاضي عموماً.
}بعد تخرجك، مع من بدأت العمل؟
-امتحنت المعادلة واجتزتها، وعملت التدريب مع المحاميين الأستاذين “علي قيلوب” و”سامية الهاشمي”.
}هل تتذكرين أول مرة دخلت فيها المحكمة؟
-نعم أول مرة أدخل المحكمة كانت قضية حول نزاع مالي بمحكمة الخرطوم وسط.
}ما هي أول قضية تم تكليفك بها؟
-كانت قضية جنائية والمحامي الذي كنت أعمل معه كان مشغولاً، وذهبت لتأجيلها، وعندما دخلت المحكمة كانت هناك قضية قتل يجري النظر فيها، ووجدت فيها متهمين وشهوداً والقاعة مليئة، وكانت أول مرة “أشوف متهمين”، “ووقتها دخلت فيني خوفة شديدة”.. وبعد نهاية الجلسة وقفت أمام القاضي، وأذكر أنه كان قاضياً صعباً، كما يبدو من ملامح وجهه، و لم استطع التحدث إليه من شدة الخوف، لدرجة أنه شعر بخوفي، وقال لي أهدئي.. اهدئي وبعد ذلك تحدثت إليه.
*في نظرك هل هناك ما يميز الرجل عن المرأة في مهنة المحاماة؟
-لا.. لا يوجد فرق.. نحن زملاء ومتفاهمون ولكن نظرة المجتمع للمحامين  هي أن الرجل في هذا المجال هو أفضل من المرأة.
}هل حصل كلفت بقضية، ورفض موكلك أن تمثليه أمام المحكمة؟
-نعم حصل.. كلفت بقضية وذهبت إلى المحكمة وتفاجأت بموكلي يرفض أن أقف أمام القاضي في قضية، بحجة أنني بنت وافتكرني ضعيفة، وقلت له أنا مكلفة بأن أمثلك أمام المحكمة لكنه قال لي “المرأة كان بقت فأس ما بتكسر الرأس”.
}بمعنى أن الرجل في هذه المهنة مرغوبون أكثر من النساء؟
-لا.. النساء في مهنة المحاماة مرغوبات في تسجيل الأراضي وبعضهن حققن نجاحات في القضايا الجنائية، لكننا دائماً ما نجد الرفض بسبب المعتقدات والعادات السودانية.
}في ظل هذا الرفض هل هناك قضية رفض موكلك توليها ثم توليتها ونجحت فيها؟
-نعم في إحدى القضايا بالمحكمة التجارية، قال لي موكلي: إنك لا تستطيعين نصرتي في هذه القضية، أنا داير لي محامي عندو عضلات عشان القاضي لو نهرو ما يخاف منو، وكلامه هذا زعلني شديد، لأن الناس دائماً بعاينو للمظهر العام ولا يكترثون كثيراً لأداء ومقدرات المحامي، لكني أصررت على مواصلة السير في القضية رغم رفضه ودخلت تحدٍ مع نفسي، والحمد لله كسبت القضية وبعدها أصبح يوكلني على كل قضاياه وقضايا معارفه.
}كيف تصفين قدرة المحامية على تحمل ضغوطات المهنة؟
-المرأة بطبعها عندها قدرة على الاستماع ونحاول نهدئ ونعمل على امتصاص الغضب، عكس الرجال تماماً.
}هل تؤدي مناكفات المحاكم بين المحامين إلى تنافر وخلاف خارج أسوار المحكمة؟
-لا.. نحن داخل قاعات المحاكم نكون عدائيين لأخذ حق موكلنا، لكن بعد خروجنا من القاعات مباشرة نرجع زملاء وأصدقاء.
}كلمة أخيرة؟
-ليت مفهوم المواطنين بخصوص ثقتهم في المرأة المحامية، يتغير إلى الأفضل لأن المرأة في هذا المجال متميزة جداً ولها صولات وجولات.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية