"بكري" و "علي الحاج" وتصريحات "أمين"
1
أحسن رئيس الوزراء الفريق أول “بكري حسن صالح” بزيارته للأمين العام للمؤتمر الشعبي الدكتور “علي الحاج” في منزله، للتشاور معه حول تفاصيل مشاركة الشعبي في حكومة الوفاق الوطني المقبلة .
وأن يتحرك رئيس الوزراء بنفسه ويصل قيادات الأحزاب في بيوتها، فهو عين العقل ونعم السياسة، وهذا ما كنا نفتقده خلال الفترة الماضية، خاصة أن وضع رئيس الجمهورية المراسمي والبرتوكولي لا يتناسب ومثل هذه الزيارات التشاورية، إلا في إطار المناسبات والمجاملات الاجتماعية .
أظن أن الفريق “بكري” يمضي في الاتجاه الصحيح، وعلى قيادة المؤتمر الشعبي، خاصة الدكتور “علي الحاج”، أن تساعده في مهمة رفع أثقال البلد ومعالجة مشكلاتها، دون تعقيدات ومماحكات .
2
لا أتفق مع الدكتور “أمين حسن عمر” في قوله إن التفاوض مع “عبد العزيز الحلو” أسهل من التفاوض مع “ياسر عرمان”، فمهما كان رأينا الشخصي فيه، أو حبنا أو كرهنا له، ومهما كانت المطالب والمطامح السياسية التي يسعى “عرمان” لتحقيقها، فإنها لن تصل خط المناورة بمطلب (تقرير المصير) لجبال النوبة، لأنه ينطلق من أفق (قومي) يشمل كل السودان، أما الذي يتخندق تحت سقف المطالب (الإثنية) و (العنصرية)، فإنه حتى ولو كان يستخدمها كموقف تكتيكي تفاوضي للحصول على مكاسب أخرى، فإنه إنما يلعب بالنار، ويطلق شرارة في (كوم قش)، ولن يستطيع من بعد إطلاقها وقف تمدد الحريق بموافقته لاحقاً، على سقف أدنى، لأن المطلب الكريه سيصبح حقاً مشاعاً لمزايدين وعنصريين آخرين، يأتون من بعد “الحلو” و لو بعد عقود .
مثل هذا التهاون والاستهزاء بهذه الدعوات (الانفصالية) القبيحة، هو الذي أنجب (نيفاشا).. مثقوبة.. خمسين ثقباً، ثم اتسع الفتق ليكون الحصاد المر انفصال (الجنوب)!!.
لا ينبغي القبول – ابتداءً – بالجلوس مع أي كائن من كان ليطرح ولو على قبيل المناورة، مطلب (تقرير المصير)، كفانا ما خربت أيديكم في 2005م .
جمعة مباركة.