الديوان

من احتراف (رفع الأثقال) إلى حرفة صيانة الشنط

الصنايعي “يس رجب”
الأبيض –  عامر باشاب
وجدته منهمكاً في صيانة شنطة من فصيلة  الـ(سامسونايت) رفع رأسه للحظات رد عليَّ السلام، ثم واصل في عمله، بقيت بمقربة منه حتى انهى ما بيده، وقبل أن يتناول شنطة أخرى عرَّفته بنفسي، وقلت له: أريد أن أدردش معك حول حرفتك     (صيانة وتصلح الشنط) التي تخصصت فيها وعرفت بها بين (ناس الأبيض). طلب مني أن انتظره حتى يفرغ من صيانة شنطة زبون كان يقف بجانبه و يريد استلامها.. وفور الانتهاء من عمله عاد مرحِّباً بي من جديد.. أهلاً بـ(المجهر) في عروس الرمال ثم قال: أسأل ما شئت يا ابني أنا جاهز.
بداية قلنا له عرفنا بنفسك؟.
اسمي “يس رجب بشير عائد”  من أبناء مدينة الأبيض، واعتز جداً بانتمائي لهذه المدينة الحنينة.
متزوج ولديَّ خمسة من الأبناء (ولدين وثلاث بنات).
متى بدأت في صيانة وتصليح الشنط؟.
بدايتي مع هذه الحرفة في العام 1990م، وقبلها كنت أعمل في مجال الحدادة، وقبلها كنت مدرباً محترفاً في رياضة  كمال الأجسام (رفع الأثقال)، وفي السبعينات كنت من أبطال هذه الرياضة،  وأنا في سن العشرين، انتميت لـ(نادي الأعمال الحرة)، ونلت كأساً من الرئيس “جعفر نميري” وحينها كنت أرفع  (200 كيلو) ولقبت بالخواجة.
زملاء في رياضة كمال الأجسام؟.
كثيرون من أبناء الأبيض مارسوا رياضة كمال الأجسام وبناء العضلات، أذكر منهم  “عبد القادر أحمد” ( قدورة ) و”أحمد شجر” و”أحمد شين”، ووقتها كان أبرز  أبطال كمال الأجسام في العاصمة الخرطوم “يس خالد” (مدرب) و”آدم كودمبس” (موردابي) والبطل “وشو” .
ماذا استفدت من هذا النشاط الرياضي؟.
بكل تأكيد قوة التحمل والصبر.
 من النشاط نعود للشنط؟.
الشنط، كما ذكرت لك بدأت في صيانتها في العام 1990م. 
    بعد أن وجدت أن الكثيرين يحتاجون إلى صيانة الشنط خاصة اليدوية التي تعرف بـ(السامسونايت) أو الشنطة الدبلوماسية، بجانب شنط السفر الكبيرة  والحمد الله أصبحت خبيراً في معالجة كل العلل التي تصيب هذه الشنط، خاصة فيما يتعلق بأقفالها وأياديها وهياكلها الداخلية وغير ذلك .
ومن أين تأتي بقطع غيارها (الاسبير)؟.
أغلب (الاسبيرات) تأتي من دولة الصين
وبعضها من مصر.
وماذا عن النوع  التي لا توجد لها قطع غيار؟.
هذه الأنواع  نقوم بتوليف قطع غيار تصنع محلياً عن طريق القصدير أو الألمنيوم الذي نعمل على صبه بالمقاسات والأحجام المطلوبة، والحمدالله هي أفضل من الاسبيرات المستوردة وعمرها طويل.
أكثر الفئات التي تلجأ  إليك لصيانة الشنط؟.
كل الفئات رجال ونساء، وأكثرهم من الموظفين والطلاب.
  هل هناك أنواع تفشل في صيانتها؟.
أبداً.. بفضل الله، منذ أن بدأت في هذا المجال وحتى الآن لم تأتني شنطة ورجع بها صاحبها دون صيانتها.
وماذا عن سوق الأبيض ؟.
مدينة الأبيض عامة الفترة الأخيرة شهدت نهضة عمرانية شارك فيها كل أهالي المنطقة بمساهمات مختلفة في (نفير النهضة). وسوق الأبيض كما ترى وجد حظه من هذه الطفرة ومازلنا نتوقع المزيد من التعمير، وهنا أشيد بمجهودات الوالي “أحمد هارون” وبكل معاونيه .
كلمة أخيرة ؟.
نحن مبسوطين جداً بما تحقق من تغيير في  ولاية شمال كردفان في كل المجالات، ولذلك نحنا جاهزون لدعم أي مشروع يخدم بلدنا. وفي الآخر أشكرك وأشكر كل أفراد صحيفتكم.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية