أخبار

بكور "صديق"

ما لا يختلف حوله اثنان أن فكرة البكور هي من أطروحات مستشار الرئيس الاقتصادي الأسبق د. “عصام صديق” الذي سود الصفحات.. وعقد المؤتمرات، وتحدث في المنابر عن قصة البكور وعلم البكور.. وفوائد البكور الاقتصادية والاجتماعية والسياسية.. والبكور كما فهم الشعب السوداني المسكين هو النهوض مبكراً، والإقبال على العمل بهمة ونشاط، ثم تغيير الساعة بتقديم الزمن لمدة ساعة.. كل ذلك أذعن له الناس و(تقبلوه) عن طيب خاطر.. ولم يملك أحد شجاعة مناهضة الفكرة التي تنزلت على الرؤوس من القصر الرئاسي محمية بمستشارية الرئيس وظلال السلطة وقوتها.. وحتى المعارضة عدّتها في ذلك الوقت شأناً حكومياً و(زوج أمك أبوك) بعد مؤتمر الحوار الوطني الأخير والتوصية بإعادة عقارب الساعة للوراء، إلى ما كانت عليه في السودان القديم، بدأت الحكومة التنصل عن البكور وإنكار عرابه الأول د.”عصام صديق” له، وتحميل مسؤولين آخرين سابقين وزر البكور، ومن عمل به.. وحرص المستشار السابق على تبرئة الرئيس “عمر البشير” وإدانة النائب الأول السابق “علي عثمان محمد طه”، وتلك من تقاليد السودانيين في التنصل عن المسؤوليات وإدانة السابقين تقرباً للحاضرين.. وجاء في صحيفة (السوداني) عدد (السبت) 25 فبراير: (دعا مستشار رئيس الجمهورية السباق د.”عصام صديق” رئاسة الجمهورية لمساءلة النائب الأول السابق “علي عثمان محمد طه” ووزير المالية الأسبق “عبد الرحيم حمدي” ووزير الدولة بالعمل د. “عبد الرحمن نور الدين” والقيادي بالمؤتمر الشعبي “المحبوب عبد السلام” عن عملية جر الساعة وتعديل توقيت السودان، مخالفين بذلك توصيات مؤتمر المواقيت في العام 1999م. ولفت “صديق” إلى أن تأثير جر الساعة انتهى في الأول من فبراير2000م، بعد عشرة شهور من بدء تنفيذ الفكرة بعد تعديل مواقيت العمل للساعة الثامنة صباحاً، وأشار “صديق” إلى أن مجموعة الأربعة- أي “علي عثمان” و”حمدي” و”نور الدين” و”المحبوب”- قامت بالتشويش على فكرة البكور، وقال إن جر الساعة وسيلة كارثية للبكور، ولفت إلى أن التشويش امتد للتوصيات الاقتصادية لمؤتمر الحوار الوطني الذي اختتم مؤخراً والذي نص على إلغاء نظام البكور واعتماد توقيت صيفي وشتوي، وهو ما يعير عن فهم لمبدأ البكور والذي ينسجم مع الفطرة السوية).. انتهى حديث د.”عصام صديق” الذي سكت عنه طوال السنوات الماضية حتى ذهب “علي عثمان محمد طه” وأصبحت تنتاشه السهام من الأقربين والأبعدين، وتم دمغه بكل فشل.. وأصبح البعض يتبجح علناً بالحديث عن “علي عثمان” (حاف) دون صفة شيخ المكتسبة سياسياً من التنظيم الإسلامي، ومجرداً من صفة أستاذ كمحامٍ نالها بعرق الجبين و”خدمة الضراع”.. ولكن أسوأ ما في هذا السودان اندثار قيم الوفاء وتنكر المسؤولين للماضي القريب.. ود.”صديق” ليس وحده من ينصب المشانق للسابقين، فقد سبقه لهذا الدرك السحيق من التنكر حتى تلاميذ “علي عثمان” الذي هو الآخر (يتنكر) لفضل “الترابي” أستاذه وشيخه في الحركة الإسلامية وفي القانون والسياسة.. وحين طالب “عصام صديق” بمحاسبة “علي عثمان محمد طه” ومساءلته، تذكرت يوماً قال فيه “حمدي سليمان” إنهم في المؤتمر الوطني لن يكرروا أخطاء “علي عثمان”!!
من لا يذكر دور “عصام صديق” في تجميل البكور ومحاولة إقناع الرأي العام بآثاره الإيجابية وهو يكتب ويتحدث.. وإذا كان “حمدي” كوزير للمالية، و”عبد الرحمن نور الدين” وزير دولة بالعمل وليس وزيراً اتحادياً مسؤولين عن جر الساعة.. فكيف تتم مساءلة “المحبوب عبد السلام”؟ وأية صفة وظيفية تجعل “المحبوب” المواطن العادي مسؤولاً عن جر الساعة؟ ولماذا يبرئ د.”عصام صديق” الرئيس و”بكري حسن صالح” و”عوض الجاز” ويرمي باللائمة على آخرين ويخرج هو نفسه منها كالشعرة من العجين، مع أن كل السودان على يقين بأنه بكور “عصام صديق”؟!

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية