رسائل ورسائل
{ إلى الفريق “عصمت عبد الرحمن” وزير الداخلية المستقيل: جئت للوزارة نظيفاً وخرجت كذلك.. ولكن قضية أجانب جبل عامر كانت لحظة فارقة، وقرار الاستقالة أثبت أن السودان لا يزال بخير وعافية، لكن السياسة هي التي أصابها المرض وغشاها الساحق والماحق.. “عصمت” رجل آخر في زمن يتهافت فيه الناس على كراسي السلطة، خرج طليقاً احتراماً لتاريخه في القوات المسلحة.
{ إلى البروفيسور “إبراهيم الدخيري” وزير الزراعة الاتحادي: حرق فسائل النخيل الفاسدة والمريضة هي آخر الأوراق التي توقعها في وزارة الزراعة.. أعد نفسك للجامعة محاضراً أو الجلوس في كراسي الانتظار.. فسائل شركة “أمطار” ستهطل في التعديل الوزاري القادم، وينبت بشارع الجامعة وزير ينفذ ما يمليه عليه أصحاب المصالح.. والأيام حبلى بكل جديد.
{ إلى الشيخ “إبراهيم السنوسي” الأمين العام لحزب المؤتمر الشعبي: إغراق الساحة في جدل فقهي حول مشروعية زواج المرأة بولي أو بدون هي محاولة للهروب من الاستحقاقات المنتظرة من التعديلات الدستورية التي تؤسس لمرحلة جديدة من جهة إطلاق الحريات وتحصين التجربة الديمقراطية القادمة من المغامرين و(المغامرات).. طبعاً هناك نساء يحرضن على الانقلاب على الديمقراطية، وبالتالي شريكات في إجهاض الديمقراطيات، والمؤتمر الشعبي حزب سياسي وليس كياناً دينياً إصلاحياً حتى يشغل الساحة بهذا الجدل البيزنطي الذي عده الكثيرون هروباً من أمام القضايا الحقيقية.
{ إلى الأستاذ “بشرى بقادي” القيادي البارز في حزب الأمة ومعلم الأجيال: هذه الرسالة لن تصلك، لأنه أصبح لا يمكن الوصول إليك إلا بالدعاء الصالح.. والاستغفار لروحك.. رحلت عن الدنيا مثلما تفتحت عيناك عليها.. أكثر ما يحز في النفس أن أمنيتك التي ظللت ترددها لم تتحقق حتى اليوم، فقد كنت تتمنى أن تجول وتطوف على جبال النوبة من الدلنج حتى كاودة.. رحلت وبلادنا لا تزال غارقة في الخصومات والأزمات.. والحروب والدم، وتصدع الجبهة الداخلية.. رحلت عن الدنيا و”خور طقت” لم تعد، و”حنتوب” أصبحت ذكرى.. ومدرسة “الحمادي” تنتظر الصيانة وإعادة التأهيل.
{ إلى المهندس “إبراهيم محمود” نائب رئيس حزب المؤتمر الوطني: بعد فشل نصف الشباب الذين تم تصعيدهم للمناصب التنفيذية، فإن هناك شباباً قادرين على إحداث الفارق، وإثبات جدارتهم.. لكن أخشى أن يتخطى الاختيار في التشكيل القادم د.”بشار شوقار” و”طارق حمزة سر الختم” و”عصام محمد عبد الله”، ويصعد آخرون بالموازنات والواجهات والشلليات.
{ إلى “حاتم السر” القيادي في الحزب الاتحادي الديمقراطي: إذا كان مولانا “الميرغني” هو من يكتب كشف الوزراء ووزراء الدولة والبرلمانيين، فإن موقعك في القصر مساعداً للرئيس بمثابة تعويض لخسارة الانتخابات قبل الماضية، وربما أعاد لك قصر النظر في كتابك الصادر قبل عامين تحت عنوان (رئيس مع وقف التنفيذ).
{ إلى الأستاذ “ابن عمر محمد أحمد” المثقف والشاعر والأديب عاشق البادية: كلما ذكر طريق (بارا- جبرة الشيخ- أم درمان) تطوف بالخاطر ذكريات مشروع تنمية البوادي الذي وئد وقتل عمداً لأن أطباء السياسة في بلادي لا يطيقون سماع النم الذي يقول:
قليعات الرزق أمست تعولن ماطرة
ومحريباً طلق نفس الفلير والباترة
كان درتهن فوق أم محاجماً قاطرة
تلقى العافية من غير بنسلين ودكاترة
{ إلى والي نهر النيل اللواء “حاتم الوسيلة السماني”: قرار إلغاء مهرجان شندي للسياحة والتسوق أصاب الحقيقة في كبدها.. شندي ليست مدينة سياحية، والمهرجان السابق كان مجرد بند لأكل المال العام، وخير شاهد على ذلك تلك الديون التي أثقل بها كاهل الولاية التي لم تجن من ذلك المهرجان إلا الرماد.