أخبار

الباب المسدود

أوصد الدكتور “نافع علي نافع” باب عودة ما يعرف بالحرس القديم بعنف اهتزت له جدران الوطني، ووجدت تصريحات د. “نافع” الصادمة لصقور وحمائم الحرس القديم ارتياحاً واسعاً في معسكر الشباب القادم إلى السلطة منذ فترة قصيرة أقل من عامين.. وعدّ د.”نافع علي نافع” عودة الحرس القديم ممثلين في شخصه و”علي عثمان محمد طه” و”عوض الجاز” هزيمة لمشروع الإصلاح بغض النظر عن الحاجة إلى هذه الخبرات. ومع أن د. “عوض أحمد الجاز” قد عاد في منصب مساعد الرئيس لشؤون الصين لإنقاذ الفتور الذي اعترى العلاقات السودانية الصينية، لكن حصاده في إصلاح العلاقات وإعادة التعاون إلى سابق عهده أيام البترول والسلام بدا محل شك كبير، والصين أشاحت بوجهها عن السودان واختارت الاستثمار في إثيوبيا بحسابات تجارية مجردة.
تصريحات د. “نافع” تثير دوماً جدلاً في الساحة سواء تحدث في القضايا الحزبية الداخلية أو عن المعارضة، لأن طبيعة “نافع” وتربيته البدوية تجعل من أقواله ومواقفه أكثر وضوحاً وصدقاً من بقية السياسيين.. والبدو تغلب على طبائعهم الشدة والقسوة في التعبير الصادق بعيداً عن لغة أهل المدن الناعمة التي يمكن تفسيرها بأكثر من وجه.. وأستاذ الزراعة بجامعة الخرطوم السابق احتفظ بسماته البدوية وصرامته وتواضعه وزهده في الدنيا.. و”نافع” رغم قسوته في التعبير شخصيته رقيقة جداً وهو إنسان ودود جداً واجتماعي ما جعله الأقرب إلى وجدان الإسلاميين الوطنيين، وفي ذات الوقت يحظى باحترام الشعبيين والإصلاحيين، لكنه في حديثه عن (مفارقة الحرس القديم للسلطة) وضع حائطاً سميكاً بين الحرس القديم والعودة مرة أخرى لواجهات الجهاز التنفيذي والسياسي، التزاماً بسياسة الإصلاح في الحزب والدولة.. مع أن الحرس القديم ليس مدرسة واحدة ولا في سنوات عمر متقاربة.. منهم الشيوخ الذين ضعف بصرهم، وشاخت ذاكرتهم ونضبت قدراتهم، وهؤلاء أمر عودتهم اليوم أو غداً قد حكمت عليه السنين بالعدم.. ومن الحرس القديم من لا يزال في ريعان الشباب لكنه أمضى أكثر من دورة في الجهاز التنفيذي والحزبي لولوجه ساحة الوظيفة مبكراً.
ومن بين الحرس القديم من لم يبق في المنصب إلا سنوات معدودة مثل د. “الحاج آدم يوسف” الذي بحسبان سنوات ما بعد العودة لم يمكث أكثر من خمس سنوات في منصب كبير كنائب للرئيس.. وبإسقاط سنوات (التوزير) ما قبل الانقسام فإن عمر “الحاج آدم يوسف” لا يزال غضاً في الجهاز التنفيذي، وشخصية مثل “أسامة عبد الله” أمضى فترة زاهية ونضيرة في السلطة، لكنه غادر منصبه مع طوفان التغيير والتبديل.. وهناك في وسط الحرس القديم أصحاب عطاء مبذول مثل د.”المتعافي” و”علي محمود” والوالي “عثمان كبر” وأية مقارنة بين عطاء هؤلاء وبعض الوزراء الحاليين تذهب لصالح الحرس القديم، خاصة على صعيد جبهة وزراء الدولة.. إلا أن منطق السياسة والتزامات الوطني لقواعده بالإصلاح والتغيير تجعل الالتزام بذلك امتحاناً عسيراً على الوطني تجاوزه، والرئيس الذي بيده مفاتيح الإحلال والإبدال أكثر قناعة من د.”نافع” بالمضي قدماً في سياسة الإصلاح والتغيير حتى لو جاءت بنتائج دون الطموح، لأن بناء فريق يحقق الانتصارات يحتاج لصبر وتجارب عديدة، وتجانس.. وحتى اللحظة، فإن حصاد تجربة الشباب تبدو محل نظر وتقييم إلى حين.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية