أول مدرب لفريق رجال بالسودان تحكي قصتها لـ"المجهر"
“سلمى الماجدي” : اخترت تدريب الرجال عن رغبة ولم أتهيَّب التجربة و”طلعت إسماعيل” و”أحمد بابكر” أخذا بيدي
أعمل محاضراً بالكاف ومشاكل إدارية حرمت النهضة من الصعود للممتاز
حوار- عيسى أحمد عيسى
في الفترة السابقة دخلت “سلمى الماجدي” تاريخ الرياضة في كرة القدم السودانية كونها أول سيدة تحصل على شهادة المحاضر مدربة لكرة القدم، بعد مشوار تخللته الانتقادات من الوسط الرياضي السوداني لتشكل فيما بعد حالة استثنائية في عالم الساحرة المستديرة، حيث أنها أول سيدة تتولى مهام قيادة فريق كرة القدم للرجال، وقد لفتت انتباه الكثيرين وصارت محل جدل واسع بين الرياضيين ما بين مؤيد ومعارض، لكنها شقت طريق النجاح بعزيمة لا تقهر وأضحت علما على رأسه نار، وهي المرأة التي قدمت نفسها لعالم المستديرة بشكل مختلف، وهي تتجاوز الصعوبات بسهولة ويسر، لأنها وضعت نصب أعينها هدفاً كان لابد من تحقيقه .
“المجهر” جلست إليها وحاورتها في عدد من الموضوعات المتعلقة بمسيرتها التدريبية بجانب الاستماع لآرائها في عدد من الموضوعات التي شغلت الساحة الرياضية، وخرجت منها بالحصيلة التالية فإلى مضابط الحوار.
السلام عليكم ورحمة الله وكل عام وأنتِ بخير؟.
ـ وعليكم السلام ورحمة الله وكل الأمة الإسلامية والعربية في أفضل حال.
ليكن مدخلنا لهذا الحوار تعريف بشخصية “سلمى”؟.
ـ أنا “سلمى محمد أحمد الماجدي” من مواليد مدينة أم درمان، وفي اعتقادي أن القارئ سيعرف الكثير عن شخصيتي من خلال مضابط الحوار.
لماذا اختارت “سلمى” كرة القدم للرجال؟.
اختياري لكرة القدم جاء عن رغبة منذ الصغر، وقد تولَّدت لديَّ الرغبة لأكون موجودة في هذا المضمار الذي يعشقه معظم الرياضيين.
حدثينا عن بداياتك في التدريب ؟.
البداية كانت بالمدارس السنية، وقد كنت أجد متعة كبيرة في ممارستي لهذه المهنة، ومن ثم انتقلت إلى شباب الهلال العاصمي، ومن ثم إلى شباب الموردة .
هل عارضت أسرتك دخولك هذا المجال ؟.
الأسرة كانت الداعم الأول، ولم تعارضني إطلاقاً، وربما تكون رغبتي قد سهلت عليَّ كثيرا من المشاكل، وبالتالي لم ترفض أسرتي دخولي إلى هذا العالم الذي أجد فيه نفسي.
كيف وصلت “سلمى” إلى درجة محاضر بالكاف ؟.
حصلت على الرخصة (c) السودانية في العام 2010. والأفريقية في العام 2013. وأكملت كورساً قبل شهرين من الآن وصرت محاضراً بالاتحاد الأفريقي لكرة القدم.
هل تتأثر “سلمى” بالانتقادات التي توجه إليها باعتبارها امرأة وتعمل في مجال الرجال ؟.
بكل تأكيد فإن أي شخص يعمل في المجال العام يتعرض لكثير من الانتقادات، لكنني لا اهتم بها ولا أقف عندها كثيراً، لأن تركيزي منصب في كيفية تحقيق ما أخطط له .
ما هي الصعوبات التي واجهتك في مسيرتك ؟.
بحمد الله لم تواجهني أي صعوبات باستثناء الانتقادات التي وجهت لي ولم اهتم بها.
لمن تدينين بالفضل في وصولك إلى هذه المرحلة ؟.
أدين بالفضل بعد الله سبحانه وتعالى للكوتش “طلعت إسماعيل” والخبير “أحمد بابكر” فهما من أخذا بيدي ومنهما تعلمت الكثير، وهي فرصة لأقول لهما شكراً جزيلاً.
هل تتقبلين النقد ؟.
نعم، مثل ما يقال “صاحب العقل يميز” أتقبل المفيد بصدر رحب، أما غير ذلك لا أتقبله ولا اهتم به.
طموحك إلى أين يمتد ؟.
الطموح موجود لدى كل إنسان، لكنني أتعامل مع هذه المهنة باعتبارها احترافية.
ما خطوتك المستقبلية القادمة ؟.
أن استفيد بصورة أكبر وأحقق النجاح مع الأندية التي أشرف على تدريبها.
هل أنتِ راضية لما وصلتي إليه حتى الآن ؟.
الحمد لله راضية تماماً عن أدائي وأسعى لتحقيق المزيد.
لماذا فشلت النهضة ربك في الصعود للممتاز ؟.
على المستوى الفني كنا من أفضل الأندية بعد حي العرب، وأسباب عدم الصعود كانت إدارية بحتة بعد أن خصم الاتحاد العام ست نقاط، من رصيدنا بحجة أن هناك لاعب أجنبي شارك مع الفريق.
لماذا رفضتم أداء مباراتكم الثانية أمام الشرطة القضارف ثم تراجعتم ؟.
المباراة المذكورة دارت حولها العديد من الأقاويل هنا وهناك، واعتقد أن إقامتها من عدمه شأن إداري، أما فيما يعنينا في الجهاز الفني فإننا كنا في قمة الجاهزية ولا صحة لما ذكر بأننا هربنا لأننا لم نرفض خوضها.
هل كنتِ تتوقعين الوصول إلى الممتاز ؟.
نعم، كنت أتوقع وخططت لذلك مبكراً ووجود فريقي ضمن أندية التأهيلي والنتائج التي حققتها في المنافسة تؤكد طموحي في أن يتأهل النهضة للممتاز ليكون ضمن أنديته، وهذا يؤكد رغبتي في الوصول للدرجة الممتازة، خاصة أن لديَّ مجموعة مميزة من اللاعبين المهرة الذين كنت سأقول وبثقة شديدة إنهم جنودي الذين أقاتل بهم أمام الفرق الكبيرة في المنافسة، وكنت سأكون نداً قوياً لأندية المقدمة.
مقولة الصاعد هابط هل تؤمنين بها ؟.
أنا لا أؤمن مطلقاً بتلك المقولة، ولو صعدت بفريقي للممتاز أعرف من أين تؤكل الكتف، ووقتها سأحطم هذه القاعدة.
هل وصلتك عروض من أندية الدوري الممتاز ؟.
نعم، وصلني عرض من ناد في الممتاز وناد من الأندية سيشارك في الدوري التأهيلي في الموسم القادم، وعرض من النهضة ربك أيضاً بعد انتهاء عقدي مع النادي، لكنني لم أحسم وجهتي المقبلة بعد.
كلمة أخيرة ؟.
أتقدم بالشكر لأسرة صحيفة (المجهر) لإتاحتها لي تلك الفرصة لأطل على القراء، وأنا سعيدة بذلك، وأتمنى أن أكون قد قدمت المفيد وشكري لك أخي “عيسى”.