أصبت أخي "الهندي".. سوري يصنع بالسودان !
تابعت كعادتي يومياً كلمة الأستاذ الصديق “الهندي عز الدين” في عدد (الأربعاء)، 16/11/2016 بعنوان (السوريون في السودان نقل الحضارة والطاقة).. مقال يطرق باب الاجتهاد في إيجاد مخرجات لما نعانيه.. فنحن شعب لا نعرف كيف نقيم ونسوق ما نملك وفي مقدمة ذلك صفات الإنسان السوداني الذي يجد القبول والثقة والاطمئنان في التعامل معه من الوهلة الأولى.
وتلك القيم غرسها السلطان “علي دينار” عندما كان يحمي الحجاج من قطاع الطرق ويطعمهم ويحفر الآبار ويكسو الكعبة لمدة عشرين عاماً.. هذا المخزون (معشعش) في ذاكرة المسلمين والعرب.. لم نستثمره لأننا نصر على طمس هذا التاريخ المجيد للسلطان القامة “علي دينار”.. وأذكر هنا طرفة لأحد الأصدقاء العرب في حديث عن هذا الموضوع.. قال: (لو كان السلطان “علي دينار” دا من جنسيتنا لاقتسمنا مع الإخوة السعوديين مدخول العمرة والحج). وفي الكلام تورية لتقصيرنا في عدم استثمار ما نملك.. هذه الرمية كما يقول أستاذ “البوني” مهمة لندخل في موضوع الإخوة (الشوام) بوجود أكثر من (130) ألف سوري وكيفية الاستفادة منهم ودمجهم وصهرهم في مجتمعنا. بصراحة نحن نحتاج القدوة والمثل والهمة والمسؤولية الوطنية.. وهنا يتراقص أمامي مثال حي يمشي أمامنا.. بل واقع نفتخر ونزهو به.. تجربة فريدة متميزة ناجحة فجرها شاب سوري- سوداني الآن.. وقد جاء للسودان مستثمراً.. أقام مصنعاً للملابس القطنية في منطقة “سوبا” بالخرطوم.. يعمل فيه أكثر من (3000) سوداني بهمة وكفاءة ونشاط ومسؤولية.
وقد تمت تهيئة المصنع ودعمه بأحدث ماكينات الغزل والنسيج ولم يكتفِ المستثمر السوري بذلك.. بل قام بزراعة القطن في “سنار” لحساب مشروعه حسب مواصفات واحتياجات المصنع وغطى المصنع وبنسبة كبيرة السوق المحلي ويتطلع بعزيمة وإصرار وثقة للتصدير.
يقول الشقيق السوري وبزهو إنه يصر على كتابة ديباجة (صنع في السودان) بفخر واعتزاز وثقة واطمئنان وتحدي في كل منتوجاته.. هذا هو المثل الذي نريده والقدوة التي نقتدي بها والمثال الذي نأمل حذوه.
حيوا معي هذه التجربة وذلك الشاب “محمود العمر” ولو كنت في مكانك أخي “الهندي” لكرمته وقدمته بفخر كمثال لأهلنا ليكون المثل الذي نبحث عنه ونأمل فيه حتى نصل لخطة عمل عبر حراك اجتماعي لدعم أشقائنا السوريين وإظهار تضامننا ووقوفنا معهم لتذليل الصعاب.
الحاج السيد أبو ورقة