بكل الوضوح
النادي العائلي .. بدون عائل !!
عامر باشاب
{ يبدو أنه قد كتب علينا أن نتعايش مع المحن والإحن والغرائب والعجائب والمصائب والبلايا التي صارت تترى علينا بكثافة في هذا الزمان المشاتر.
{ وإذا كان شرُ البلية ما يُضحك فإن من البلية أن يحتفي
(النادي العائلي) بوزير مالية الخرطوم ويتيح الفرصة لبعض الأيادي لتعتلي به إلى منصات التكريم، في وقت تغلي فيه الخرطوم عموم بل والسودان أجمع وتحترق أعصاب المواطنين هنا وهناك بسبب زيادات الأسعار التي طالت نارها كل السلع والمنتجات والمركبات.
{ يكرم وزير للمالية في عاصمتنا الخرطوم وبلادنا تعاني من أزمة اقتصادية مزمنة أكدها خبراء الاقتصاد واعترف بها قادة البلاد .!!
{ تمتد أيادي (كسير التلج وحرق البخور) لتكريم وزير للمالية في عاصمتنا الخرطوم ومساجد الخرطوم عموم امتلأت من الداخل والخارج بالعشرات من عائلات الأسر المتعففة الذين ضاقت بهم الظروف المعيشية حتى أفقدتهم الصبر الجميل، وحرنت معهم الأحوال الاقتصادية القاسية وأجبرتهم للخيار الأصعب (مد الأيادي).
{ وضوح أخير:
{ الاحتفائيات الزائفة وليالي (عدم الموضوع) وسياسة (كسير التلج للبسوي وما بسوي) التي صارت منهجاً للقائمين على أمر نادي الخرطوم العائلي، بالفعل تدعو للدهشة والاستغراب الذي تتصاعد معه تساؤلات عديدة، أهمها ماذا أصاب منتدى نادي الخرطوم العائلي الثقافي الذي اشتهر منذ انطلاقته بالفعاليات الفكرية والثقافية والإبداعية، ذات القيمة التي قادها بـ(فهم ووعي كبير) الرجل القامة الراحل المقيم “صلاح محمد عثمان يس” (منقذ النادي العائلي ومؤسس منتداه المنكوب الآن).
{ في زمان “صلاح يس” كانت ليالي المنتدى متجددة الأفكار ومتعددة الموضوعات وفعالياته كانت تعد وتنفذ بمعيار الجودة الشاملة .. وما زالت ذاكرة رواد المنتدى تحتفظ بتفاصيل من تلك الليالي الوسيمة التي احتفت برموز البلاد في كافة المجالات. نذكر منهم على سبيل المثال من نجوم الفن العملاق “عثمان حسين” و”وردي” و”الكابلي” و”حسين بازرعة”، ومن نجوم المسرح الكبار “خالد أبو الروس” و”الفاضل سعيد” و”تور الجر”. ومن نجوم الإعلام “علي شمو” و”محمد خير البدوي”، ومن نجوم كرة القدم “جكسا” و”أمين زكي” و”قاقرين”، ومن السياسيين صعد إلى منصات التكريم القيادي الجنوبي الحكيم “أبيل البر” والأمثلة تطول.
{ الآن وفي زمن العشوائية والتخبط والفوضى الشاملة عرفنا لماذا كانوا يحاربون رجل الجودة الشاملة القامة “صلاح يس”.
{ بل أكدت الأيام أن “صلاح يس” محارب حتى بعد رحيله والدليل على ذلك عدم تخصيص حتى ولو ليلة واحدة للاحتفاء بذكراه، رغم مرور أكثر من خمسة أعوام على رحيله، علماً أن المنتدى في الآونة الأخيرة ظل يحتفي بكل من هب ودب..؟!!