الديوان

"السِّخيل" ..أمهر وأشهر عازف إيقاع في الساحة الفنية

بدأ العزف وعمره عشر سنوات

المجهر – خالد الفاضل

ما أن ذكر “السخيل” وهو الاسم الحركي للمبدع  “العاقب حسن”  إلا وذكرت المهارة في العزف على آلة الإيقاع، حيث يعتبر “العاقب” الأفضل والأكثر احترافية  لذلك ارتبط اسمه بجودة الأداء، خلال عمله بالفرق الموسيقية  لمطربين  كبار على رأسهم الفنان الكبير “كمال ترباس”. وبالرغم من أن “السخيل” اشتهر بآلة الإيقاع إلا أنه يجيد العزف على آلات أخرى مثل آلة الأورغ والآلات الوترية العود والجيتار بيز والدرامس،  وأيضاً الآلات الشعبية مثل الطنبور والنقاقير. للعاقب “السخيل”  تجربة مميزة في أداء  الموسيقى التصويرية المسرحية وعمل مع الأستاذ “فاروق عيد” في  مسرحية (غريب في تانهوس)، وكان وقتها يتبع  لوحدات الإبداع المركزي، ومن المحطات المهمة في مسيرته الفنية اشتراكه في قصر الشباب والأطفال قسم الدراما مع الأستاذ “الفاضل سعيد” وعمل معه في مسرحية (أكل عيش).

البداية .. محطات وأسماء
عن بدايات مشواره الإبداعي  يقول “السخيل” بداياتي كانت في فرقة الخال “عبد الرحيم شرفي” سنة (1970) وكان عمري (10) سنوات، بدأت بالتمثيل وكانت هنالك فرقة المهدية للتمثيل والموسيقى، وكنت أعزف على إيقاع البنقز وبعده اشتركت في جنة الأطفال مع أخي “من الله” وهو أكبر مني بـ(10) سنوات، بعدها انتقلت إلى دار فلاح سنة 1978 وكان  أول فنان أعزف معه  هو “الشيخ شمبات”، وبعده “فضل محمد فضل” وبعده الفنان “كمال ترباس” والذي استمريت معه إلى الآن. ويواصل “العاقب” بقوله وأولى  خطواتي  الإبداعية كانت  مع  فن الغناء الشعبي و”ترباس” من الفنانين المتميزين في الغناء الشعبي، وسجلت معه العديد  من الأعمال الغنائية الشعبية في الإذاعة والتلفزيون. وهو بالطبع أكثر فنان له تسجيلات في الأجهزة والقنوات منها برنامج مطرب وجماهير والذي كان يشارك في تقديمه الدكتور الراحل “عوض دكام”.  و”ترباس” أيضاً ملحن وصاحب أداء جميل جداً
وسافرت معه إلى “لندن” و”جنيف” ومصر وتشاد، وكذلك  سافرت مع الفنان “أحمد الجابري” إلى قطر والصين.
 وهاجرت إلى السعودية في رحلة اغتراب استمرت حوالي (18) سنة بعدها عدت إلى أرض الوطن في 2006 وعاودت نشاطي مرة أخرى مع الفنان “كمال ترباس”.
 

مطربو  الحقيبة (راحو) 
عن واقع الساحة الفنية الآن  وحال أغنية الحقيبة مقارنة بما كان في الماضي يقول “السخيل” بحسرة: (للأسف الشديد  مطربو فن الحقيبة (راحو)  منهم من غيبه الموت ومنهم من فضل الابتعاد،  ولكن هذا لا ينفي أن  بعضهم  لا زال موجوداً مثل الأستاذ “محمود علي الحاج” وثنائي أمبدة والأخ الفنان “محمد أحمد حسن الجقر” و”الفرجوني” و”عوض الكريم عبد الله”  و”إبراهيم خوجلي” و”ترباس” و”عبد الله البعيو”  و”الشايب”، هؤلاء هم أبرز من  يجيدوا أداء الحقيبة  من الكبار، ولكن الشباب بصراحة لديهم مشكلات في الحقيبة ولازم يرجعوا إلى دواوين الشعر والحقيبة، لأن بعضهم لا يعرفون أصول الفن الشعبي أو فن الحقيبة.

الأورغ  أفسد روح الإبداع
“السخيل” يرى أن آلة الأورغ لا بد أن تكون ضمن الاوركسترا ولا ينفع أن تكون منفردة لوحدها،  لأنها بذلك تساهم في إفساد روح الإبداع،  فهي أوقفت بعض العازفين والسبب  المطربون الذين يصرون على الأداء الغنائي فقط بمصاحبة  الأورغ، وهؤلاء الواحد منهم (عاوز يقضي الحفلة بي أي شيء) وهذا يعتبر خطأ كبيراً،  لأن الفنان لازم يكون معه أقل عدد من الموسيقيين في حدود السبعة أفراد .. والمؤسف الآن هناك الكثير من  العازفين وجدوا نفسهم في الرصيف  بلا عمل  بسبب ظاهرة آلة  الأورغ .. وهنا  يضحك “السخيل” ساخراً  ثم واصل حديثه قائلاً  (يا أخ كثيراً ما  تلاقي في الحفلات عازفاً وفناناً فقط
مثل الترزي وصاحب القماش ..) وهذا المشهد لا يشبه الفن الجاد ولا يليق بالفنانين المبدعين .
إيقاع الشباب

وخلال حديثه تمنى “العاقب” من الشباب في الوسط الفني  أن يتنافسوا على الإبداع  الحقيقي  ونصحهم بالتركيز على الآلات الإيقاعية التقليدية، لأن آلة الإيقاع تمثل روح أي فرقة موسيقية. وأضاف قائلاً على عازفي الإيقاع من جيل الشباب أن يجودوا الأداء  ويجب أن ينتبهوا إلى  تكنيك  الإيقاع الأول ضبط الزمن مع التانبو، والثاني ضبط الإيقاع مع الإيقاعات والربط بينهما فهو  مثل نبض الساعة لا تزيد السرعة ولا تنقص السرعة المطلوبة من الفنان في أدائه لأي أغنية.  وأكد على أن كثيراً من المطربين الشباب  مخفقون  في مسألة الضبط في اختيار الزمن المناسب مع الأغنية،  إذا كان تمتم أو ريقي أو سامبة أو سيرة.   وعن أكثر المطربين  الذين يحب العمل معهم باستمرار  أشار “السخيل” إلى الفنان القدير  “كمال ترباس”  والفنان الكبير “عبد الوهاب الصادق” والفنان “إبراهيم خوجلي” والمطرب الشاب  “خالد نحل” .
 وختم حديثه بالإشادة ببعض المطربين الشباب الذين لفتوا انتباهه من خلال اجتهادهم منهم “عبد الله حبة” و”محجوب عثمان سالم”.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية