(السوريون) في السودان.. نقل الحضارة والطاقة!
{ استقبل السودان خلال السنوات الأخيرة أعداداً كبيرة من الأخوة “السوريين” الفارين من جحيم الحرب في بلاد الشام. ووجه الرئيس “البشير” بتسهيل دخول السوريين إلى السودان عبر مطار الخرطوم دون تأشيرة دخول، ومعاملتهم كمواطنين وليس لاجئين، وتوفير فرص التعليم لهم والعمل الخاص ما أمكن ذلك.
{ وحسب المفوضية العليا للاجئين فإن عدد السوريين في السودان تجاوز (130) ألف لاجئ. ورغم أن غالبيتهم لا يعتبرون السودان محطة نهائية، بسبب غلاء تكلفة المعيشة وارتفاع قيمة إيجارات المساكن، إلا أن الذين وصلوا بلادنا يفضلونها على أوروبا ودول الجوار السوري، حيث ترفض تلك الدول استقبالهم، وإن دخلوا أراضيها متسللين في أفواج الهجرة غير الشرعية، تسيء معاملتهم وتجمعهم في مخيمات بائسة لا تصلح للحياة الآدمية، مع أنها بلاد ترفع شعارات الحرية ورعاية حقوق الإنسان وصون كرامته!!
{ السوريون يشيدون باستمرار في وسائطهم الإعلامية ووسائل تواصلهم الاجتماعي وكذلك عبر صحفنا بوقفة السودان معهم وتقديره.. حكومة وشعباً.. لحجم معاناتهم وتضامنه مع قضاياهم إلى أن يعود الأمن والاستقرار لبلدهم العزيز، فيعودوا كما كانوا وما زالوا أعزة وسادة في شعوبنا العربية الأصيلة.
{ ويعمل الأشقاء (الشوام) كما عرفهم السودانيون منذ القرن التاسع عشر في مجال الأطعمة والحلويات والمشروبات، وقد تميزوا بهذا التخصص، على أنهم أيضاً كانوا أول من أدخل حرفة الكتابة والنشر والطباعة في بلادنا في وقت باكر من حكم الاستعمار البريطاني مطلع القرن العشرين.
{ و(الشوام) أهل حضارة وفوق ذلك أهل همة وعزيمة ودأب على العمل، لذا فإن الأوفق والأجدى اقتصادياً لنا ولهم، أن نستفيد من طاقاتهم الخلاقة وأفكارهم النيرة واجتهاداتهم غير الموجهة لصالح تنمية وتطوير الإنتاج الزراعي والصناعي في السودان.
{ سوريا بلد غير منتج للبترول ولا الغاز ولا الذهب، ولا فيها مشروع بمساحة (2) مليون فدان مروي رياً انسيابياً منذ العام 1925، ولا تمشي في سوريا (130) مليون رأس من المواشي، ولا يجري فيها أطول أنهار العالم، ورغم ذلك كانت دولة تنعم بالرفاهية والاستقرار الاقتصادي قبيل الحرب بأيام..!!
{ يجب أن نستفيد من التجارب والخبرات وحتى الميزات (الجينية) لكل المجموعات البشرية التي تفد إلى بلادنا، سوريين، مصريين، إثيوبيين، هنود، إريتريين، أتراك وغيرهم والسعي لدمجهم في قطاعات الإنتاج المختلفة.
{ نحن نحتاج إلى (130) ألف سوري وأكثر، ليس في مجال صناعة الفطائر، الحلويات والمعجنات و”الشاورما”، ولكن لفلاحة الأرض وتصدير ثرواتها الهائلة، وفي مشروعات البنى التحتية والعمران والتجميل والمجالات كافة.