أخبار

أماني القصيرة وأخريات!!

{ الصحافية المصرية أماني الطويل اسماً والقصيرة قامةً، ورؤى وأفكاراً وثقافة، أخذت على عاتقها الهجوم على السودانيين من حين لآخر، ونحن عنها غافلون بالانكفاء على مشاكلنا الداخلية والانصراف عن معارك انصرافية تقودها (بقايا) النظام البائد في مصر ممن عاشوا في أحضان مبارك ونظامه الشمولي، وأبواق إعلامه التي ظلت تسبّح بحمده كل عشية وضحاها، وظل أمثال أماني الطويل عاكفين حول صنم النظام، حتى تهاوى وسقط في لجة الانتفاضة الشعبية التي أزاحت مبارك وسلطته.
{ أماني القصيرة مجروحة من سقوط بيتها وغاضبة على جيرانها من (جنوب الوادي)، تلك المفردة القديمة التي لم تُضف إلى قواميس اللغة البائدة في العلاقات السودانية المصرية إلا مزيداً من الإبهام والغموض.
{ قالت أماني القصيرة: السودانيون (جوعى)، وبطونهم خاوية وأقدامهم نحيلة، لكنهم خرجوا في الشوارع يواجهون الحكومة لإسقاطها في سنوات الربيع العربي.. هل أطعم حسني مبارك حتى سقط يوماً في تاريخه السودانيين؟ ومتى سألت الخرطوم القاهرة سفينة قمح وأرز وبصل وعدس مثلما تنتظر القاهرة في أبواب أمريكا أياماً وشهوراً حتى تصادق الولايات المتحدة بالقمح والأرز لمصر وحكامها في العهد البائد والقديم؟ ولكن مصر الثورة والمرسي أبو العباس لن تجوع، كما كانت تجوع من قبل، والخرطوم لا تسأل العرب وقوداً وبترولاً، ولا تسأل الإفرنج الطعام، فمتى ضرب الجوع السودان حتى تهزأ به أماني الطويل ومن شايعها من بقايا النظام السابق؟!
{ حينما ينتفض الشعب السوداني يختار ربيعه الذي أطل في أكتوبر الأخضر، وفي أبريل الأسمر، وحينما كانت دول الربيع العربي الحالية ترزح تحت وطأة حكم العسكر وتتنفس تحت أحذية بن علي ومبارك والسادات وعبد الناصر، والشعب السوداني لا يتعلم من تلاميذه في الثورة على الحكام الفاسدين، وحينما يقرر السودانيون الثورة على البشير لن يموت في شوارع الخرطوم المئات، ولا البشير سيعيد واقعة الجمل في التاريخ القديم، ويضرب شعبه بالهراوات والعصي من أجل سلطة!!
{ أماني القصيرة ومن شايعها من أعمدة النظام (المباركي) المنهار تتطاول على السودان سفاهة كما يتطاول النخل العجوز، ولا تنظر لوجهها في مرآة الشعوب وتكتب بضميرها.. لكنها تتعامى عن حقائق الواقع، فقد تسربل النظام الذي كانت تدافع عنه، وسقط، وجاء التيار الإسلامي للسلطة في مصر بكل ألقه وطهره ونقائه، ومضى نحو السودان بمرجعية واحدة.. فكيف لا تموت أماني (الطويلة) حسرة ويأكل كبدها المرض، وهي تجتر كل ماضيها في مقالاتها الأخيرة الموجهة لتخريب العلاقات السودانية المصرية؟!

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية