شهادتي لله

القطاع الخاص السوداني.. اللجوء للصحافة عند النائبات!!

{ كلما ألمت مصيبة بمجموعة من شركات (القطاع الخاص) في السودان، وكانت الحكومة- كالعادة- طرفاً أصيلاً في وقوع المصيبة، عرف القطاع الخاص قيمة وتأثير ونفوذ الصحافة السودانية، فلجأ إليها مستجيراً..!!
{ فعلها العام الماضي كبير (دال قروب) السيد “أسامة داوود عبد اللطيف” في معركة (الدقيق)، ولم يكن في السابق يكن أدنى تقدير أو اهتمام بالصحافة والصحفيين السودانيين، ليس له صور في الجرائد ولم يجر أحاديث صحفية في جرائدنا إطلاقاً، إلا عندما حاصره الوزير “بدر الدين” بقرار رفع قيمة دولار الدقيق المدعوم!! لم تكن شركة (الكولا) التي هو وكيلها تعلن بـ(عشرة آلاف جنيه) في أية صحيفة سودانية حتى التي تروق لوكيلها الإعلامي (الموجه)، ولا (سيقا) ولا (كابو)، ولا منافسوه في السوق (آل إبراهيم مالك) وكلاء (البيبسي) وأصحاب دقيق (ويتا) ولا غيرهم من كبار الرأسماليين وكلاء توكيلات السيارات والأجهزة الكهربائية والإلكترونية و.. و… يعلنون في الصحف ويخصصون من ميزانياتهم الهائلة جعلاً للإعلان، كما تشير عليهم الشركات (الأم) في أمريكا وأوروبا والصين وكوريا واليابان..
{ ولكن عندما اشتد وطيس معركة (الدقيق) عرف “أسامة” متأخراً.. قيمة وأثر الصحافة السودانية التي تعرفها الحكومة أكثر منه، ولهذا تتضايق منها أكثر من ضيقها من الحزب الشيوعي السوداني و(تحالف قوى الإجماع) المتهالك، ولهذا تسعى لدمجها بقانون أو بدونه وإفقارها كل يوم، فلجأ صاحب (دال) لبعض رؤساء التحرير لطرح قضيته للرأي العام، ولكنه جاء متأخراً جداً، فخسر مئات المليارات من الجنيهات السودانية في معركة (حسابات).. لا تعرف المبادئ والأخلاق، ولا علاقة لها بمصلحة المواطن، لأن ذات الوزير الذي استهدف “أسامة”، يستهدف المواطن كل يوم بسياساته الخرقاء وأدائه الضعيف.
{ فلا “أسامة” كان يبحث عن مصلحة المواطن، ولا “بدر الدين”..!!
{ فخسر صاحب (دال) المعركة وكلفه ذلك كثيراً، كما سيخسر أصحاب الشاحنات الثقيلة معركتهم الحالية ضد الوزير الدغري النظيف “مكاوي محمد عوض”، ليس لأن شركات النقل السودانية التي تملك (9) آلاف شاحنة، قيمتها مئات الملايين من الدولارات، لا تعلن في صحفنا بـ(عشرين ألف جنيه) في كل السنة، بينما تعلن (الكولا) و(البيبسي) وشركات الأغذية والنقل في “مصر” بما لا يقل عن (مليون دولار) لكل شركة كبيرة في الصحف والفضائيات المصرية، لكنها ستخسر.. لأنه في النهاية لا يصح إلا الصحيح.
{ شوفوا مشاكلكم مع الحكومة.. نحنا ما بندافع عن رجال أعمال مترفين بالمال والعقار والحديد، ولا يحترمون الصحافة السودانية، ولا يعرفون معنى المسؤولية الاجتماعية، ونستثني القليل منهم.. المثقفين المحترمين. 
{ التحية لسيدة اسمها “أمل عمر عثمان” كريمة رجل الأعمال الراحل الكبير، صاحبة زيوت وصابون (التيتل)، وقد أعلنت في جميع الصحف السياسية بما يفوق في شهور حملتها مجموع إعلانات شركات الاتصالات الثلاث (زين، سوداني وأم تي أن)، وقد قلت ذلك مباشرة للمهندس “طارق حمزة” رئيس مجموعة (سوداتل) في اجتماع للناشرين معه، لم تر مخرجاته النور منذ عامين، لا هو ولا اجتماعات زملائي الناشرين مع رئيسي شركتي (زين) و(أم تي أن)، والأخيرة أصبحت إعلاناتها في الصحف نادرة جداً.. وموسمية!!
{ يجب أن يعي القطاع الخاص في السودان أن تقوية ودعم الصحف، هو دعم لسلطة مؤثرة وباقية مهما تكالبت عليها أيادي السلطة، وهي سلطة يحتاج إليها- بالحق- القطاع الخاص عند النائبات، كما يحتاج إليها الشعب السوداني كل صباح لتبصيره بمصالحه وتنويره والدفاع عنه عندما يتغافل البرلمان وتغيب أجهزة الرقابة التشريعية والتنفيذية. (الفيس) و(الواتس) والصحف الإسفيرية وسائل مطعونة في مصداقيتها، ولهذا تبقى الصحف هي خط الدفاع الأول والأساسي في كل القضايا.
{ لكن- وللأسف- فإن أكثر رجال الأعمال عندنا تقليديون، فإما مستثمرون في العقارات أو مضاربون في الدولار!!

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية