أخبار

مقار الأحزاب

ابتدر المؤتمر الوطني نشاطاً حزبياً بداره عبر ندوة ومنشط قريب من هذا تحت مسمى المنتدى الإعلامي بمركزه العام بشارع المطار، والفكرة حتماً جهد جميل خاصة أنه اشتمل على إفراد مساحة لأحزاب أخرى من بينها وفي مقدمتها المؤتمر الشعبي. وأغلب الظن أن “كمال عمر” الأمين السياسي للشعبي لم يطأ تلك الدار منذ سنوات، وإن دخلها فقد يكون عابراً يتلفت، لتأتي سانحة تطورات الحوار الوطني وتنقل الجميع إلى مربع التعاطي الإيجابي بين الفرقاء.
ووددت لو أن مقبل الأنشطة للمؤتمر الوطني وغيره من القوى الحزبية قد فعلت دورها ومقارها بالأحياء، لأن ذلك أفيد لعموم تفعيل الحراك السياسي بالإجمال ونقل النشاطات إلى الناس في محلياتهم ومدنهم وقراهم، إن كانت أصلاً للأحزاب مقامات بتلك المواقع لأن الغالب والراجح أن الدور الحزبية، إنما هي مقار مغلقة لا تؤجر أو تؤسس عند البعض إلا لأغراض التصديق وبعض الطارئات. وأذكر أني قلت من قبل أن منزلنا يقابل بيت لحزب لا يفتحه أحد أو يغشاه وبقي هكذا تمر عليه الأيام والليالي صامتاً، إلا من شبح خفير يحرسه ويتفقده ومالك يأتي مرات كثيرة لإعلان قيادة الحزب التي (نامت) بإيجار الشهر !!
لا يبدو مفهوماً أن تتناثر الدور الحزبية ومقار التنظيمات السياسية في أرجاء الخرطوم كمراكز عامة أو في مقار ولائية متناثرة في الأحياء بالمدن المختلفة بطول السودان وعرضه، ثم لا يعرف أحد لهذه المواقع إسهاماً في الفعل الثقافي أو الاجتماعي، وحتى السياسي لا يعرف أحد له ميزة ونشاطاً عدا عن أخبار رؤساء الأحزاب والأمناء العامين، أو السياسيين أو الظاهرين تحت بند (القيادي البارز) على صفحات الصحف وتصريحات مواقيت الشدة والتشاكس، وكان يمكن لكثير من الأحزاب أن تحرك بمناشط ليست بالضرورة سياسية راكد الساحة الإبداعية بمختلف الموضوعات وطرق العرض والتناول، فتتحول إلى منارات للإشعاع المعرفي والتواصل بين مكونات المجتمع.
دار الحزب – أياً كان – يمكن أن تفتح خاصة في الأحياء لتكون داراً للجميع، لا يشترط فيها الالتزام والموالاة للأنصار وحدهم ، كثير من مظاهر التكافل والتآزر يمكن أن تنطلق من هناك، كثير من الشأن العام والهموم المشتركة يمكن التشارك في طرح حلولها والبرامج العملية لتطويقها، ولكن غياب هذه النشاطات يعني عندي ببساطة أن كثيراً من المسميات العريضة والبراقة لبعض أمانات الأحزاب وهياكلها، إنما هي لافتات عاطلة بمسمياتها ومعانيها، إن تحدثت عن الريف أو الحضر أو شواغل الطلاب أو السلام، فكلها تبقى حقائب لتسكين بعض القيادات والكوادر دون برامج حقيقية للمكلفين بها.
ويبدو والله أعلم أن تفعيل الدور الحزبية بالنشاط ليس من هموم أي حزب بالساحة أحزابنا أو أغلبها لافتات وشعارات مرفوعة وحلاقيم عريضة، ولعل هذا يفسر ضعفها البين لأنها في واقع الأمر لا تعيش بين الناس وإن سكنت منازلهم واستأجرتها كمقار ترفع عليها لافتات عريضة عن الحزب الفلاني، الحر، الديمقراطي الوطني الفدرالي (الفلتكاني)، حينما ترص العبارات الممجدة المشيدة بالذات وما أسهل رفع الشعارات.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية