شهادتي لله

"الصادق المهدي" .. قبل العاشر من أكتوبر

{بعد العاشر من أكتوبر تاريخ انعقاد الجمعية العمومية للحوار الوطني، تتشكل حكومة وفاق وطني ستحكم البلاد حتى العام 2020م موعد الانتخابات المقبلة بإذن الله، هذه هي الخطة العامة التي أعلن عن بعض ملامحها المؤتمر الوطني .
{وهي ملامح مقبولة ومعقولة بدرجة ما  .. حتى الآن، ولذا فإنه بمثلما يتقدم المؤتمر الوطني الحاكم خطوة نحو القوى السياسية المعارضة أو المخالفة للحوار الوطني، فإن المطلوب من تلك القوى أن تتقدم خطوتين بل ثلاث، لأنها لا تملك من خيارات بديلة وواقعية للتغيير غير أن تمضي على طريق الحوار الوطني ولو بالحد الأدنى من المتفق عليه، وصولاً إلى الحد الأقصى من خلال الممارسة والتطبيق عبر حكومة الوفاق الوطني .
{على وجه التحديد، لابد أن يتخذ زعيم حزب الأمة القومي الإمام “الصادق المهدي” موقفاً أكثر إيجابية وتصالحية، ليكون حزبه الكبير ضمن منظومة حكومة ما بعد الحوار التي تشرف هي على قيام ديمقراطية شفافة وكاملة الدسم في العام 2020 م ، أي بعد ثلاث سنوات فقط .
{كل المبررات والحجج التي ظل يرددها الإمام “الصادق” كانت مفهومة في وقتها، ولكن المرحلة الآن اختلفت، والحوار في نهاياته السعيدة وحان أوان القطاف، لأجل مستقبل أخضر لبلد استطال به الشقاء بفعل أبنائه بحسن أو بسوء نية .. لا يهم .. المهم أنهم أخطأوا جميعاً في حقه، ويحتاجون أن يكفروا عن ما اقترفوا من ذنوب بفعل جديد يفرح الملايين العبوسة !
{لا مكان اليوم لمقولة “المهدي” القديمة: (لن نشارك إلا في حكومة منتخبة)، فالحوار الوطني الذي أسسه حزب الأمة مع أحزاب أخرى ثم غادره، ثم هاهو يثني ويشيد بمخرجاته، يمثل غالب أهل السودان من المشتغلين بالسياسة ويجمع فصائل مجتمعاته المختلفة ويعبر عنها بصورة أو بأخرى، كما أن الأهم من هذا وذاك أن الحكومة (المرتقبة) ستكون أهم من (المنتخبة)، لأنها ستؤسس لمرحلة الانتخاب الجديد وفق أسس جديدة ومعايير رفيعة وراسخة تضمن استمرار التداول السلمي للسلطة في بلادنا على مر العقود المقبلات .
{غياب السيد “الصادق المهدي” عن هذا المشهد بالغ الأهمية بانشغاله وارتهان حزبه لحركات مسلحة طال بها الترحال، واستطاب لها مقام الغربة الممولة بانتظار المجهول، يضر بالمهدي على مستوى زعامة ينتظرها الوطن، وعلى صعيد حزب تباعدت المسافات بينه والجماهير.
{فليعد الإمام إلى وطنه .. فهو أولى به .

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية