(المجهر) تكشف حقيقة الخراف الصينية فى أسواق الخرطوم
بعد أن اقتحم تاجر صيني سوق الماشية بعروض بيع مغرية
الخرطوم ـ نهلة مجذوب
كشفت جولة (المجهر) أمس (الخميس) حقيقة ما راج عن طرح خراف صينية بأسعار رخيصة في أسواق الخرطوم، وتبين أن موظفاً بإحدى الشركات الصينية العاملة بكردفان، قد قام باستثمار مدخراته بشراء كميات تجارية من الخراف من مدينة الأبيض ودفع بها إلى العاصمة. ورصدت (المجهر) خلال الجولة التاجر الصيني وهو يقوم بعملية البيع وملاحقة الخراف في وضح النار كما التجار الآخرين.
وأوضح التاجر الصيني بسوق الخراف بـ(شارع الهوى) جنوب الخرطوم، أن الخراف التي يبيعها سودانية وقد قام بتربيتها في منطقة جبل كردفان بالأبيض، بعد تفكيره الاستثمار فيها قبل شهرين لأول مرة مستعيناً بسودانيين في المنطقة. وأشار إلى أنه طرحها بأسعار أقل مما في السوق ليضمن شراءها إبان فترة العيد.
وتبلغ أسعار خراف التاجر (الصيني) بحسب إفادته (1300) جنيه للخروف متوسط الحجم، بينما يصل سعر الكبير منها مبلغ (1600) جنيه بحسب اللافتة التي علقها بالقرب من مكان تجمع الخراف.
ويضيف الصيني الذي يدعى “هارون الياس” والذي يتحدث العربية بطلاقة وهو مسلم وقد عمل مترجماً بالشركات الصينية الكبرى في السودان منذ ثلاث سنوات، أن شركة الخراف تتبع لشركة (دانيغ) الصينية لتربية الحيوان والاستثمار، وأسسها مع اثنين من زملائه الصينيين ويطمح لتصدير الخراف والماعز مستقبلاً لدول الخليج وتصدير لحومها للصين.
وأكد أنه من المستحيل أن تفكر بلده في جلب خراف للسوق السودانية ذات الوفرة والمعروفة بالطعم اللذيذ. وقال واصفاً الخروف الصيني (ما بشبه الخروف السوداني حجمه كبير وسمين، وله شعر طويل وذيل قصير كثيف).
وكشف أن الرواج التجاري والإقبال ناحية موقعه كثير حتى مساء أمس (الخميس) ويتوقع المزيد. وقال إنه بإمكانه أن يخفض الأسعار خلال اليومين القادمين، ليتمكن جميع المسلمين من الأضحية بسعر في متناول الجميع .
ولاحظت الصحيفة إقبال أعداد كبيرة من المواطنين للشراء في موقع بيع خراف الشركة الصينية. وقال “خالد عمر”، إن الخراف الموجودة ليست صينية كما يعتقد البعض وهي سودانية وجيدة. وأضاف (أسعارها كويسة وإذا لقينا بنشتري طوالي). بينما أكد تاجر خراف آخر بجواره ويدعى “عثمان عوض”، أنه اشترى نفسه ثلاثة خراف من التاجر الصيني لأن أسعارها معقولة، وبمحلات أخرى أغلى بكثير بجانب أعمارها المناسبة للأضحية. وأكد أن وجوده بالسوق معهم لم يثر قلقهم واعتبره أمراً عادياَ كأي تاجر. وأبان أنه يضيف عائداً باستثماره هذا لصالح البلد. وزاد أنه متواضع، يقف في حر الشمس ويجلس على (الراكوبة) ويشرب الشاي والقهوة بينهم .
وكانت قد انتشرت على نطاق واسع شائعة وارد خراف من الصين بسوق الأضحية السودانية بمواقع التواصل الاجتماعي، ومنافسة تجار صينيين أمس (الخميس)، مما جعل الجميع في حالة غرابة ودهشة لهذا الخبر وكيفية أن يلجأ السودان الغني بالماشية لاستيراد خراف العيد من الصين البعيدة. ودارت حولها الكثير من الطرائف والحديث.