أين هؤلاء؟!
{ أين كان السيد “كمال رزق” خطيب مسجد الخرطوم، حينما تعرض مسجد كادوقلي لحريق بفعل فاعل من عناصر الحركة الشعبية قبل أيام من تمرد عبد العزيز الحلو، هل صدرت من السيد ” كمال رزق” إدانة لسلوك من اعتدوا على بيت من بيوت الله؟! وهل حث “كمال رزق” المصلين في خطبة على دعم إعادة تشييد المسجد؟ أم دعوة السيد “كمال رزق” سياسية (تخوِّن ما تشاء)، وتطلق الأوصاف على الوفد الحكومي المفاوض بمجرد الجلوس مع قطاع الشمال.
{ في فبراير 2009م شيَّد الأستاذ “علي عثمان محمد طه” مسجداً في مدينة كاودة، ومدرسة ثانوية للبنات، وفي خطبة إمام مسجد كاودة طالب (إخوانه) المسلمين بمساعدة سكان كاودة بالدعاة وحفظة القرآن الكريم لتعليم الصغار والكبار ونشر الدعوة الإسلامية في المنطقة، ولكن لم يستحب أحد و(اعتذرت) بعض الجهات التي تنشط في الخرطوم عن ابتعاث الدعاة لتلك المنطقة خوفاً على أرواحهم، وقالت جهات أخرى إن دعوتها وسط المسلمين لتصحيح عقائدهم لا لدخول آخرين في دين الله أفواجاً.
وهؤلاء اليوم يعارضون مبدأ التفاوض والسلام.
{ أين (منبر السلام العادل) وقادته حينما تعرضت مدن بأكملها لهجوم من قبل قوات الجيش الشعبي، لم يرتدِ قادة المنبر لامة الحرب ليخوضوا المعارك في (طروجي)، وأين هم حينما استولى المتمردون على أكبر مسيد للطريقة القادرية في جبال المنطقة (طاسي) بمحلية رشاد، وتشريد ألف من طلاب المسيد، وذبح شيخ المسيد من الوريد للوريد، لماذا لا يثور هؤلاء ويغضبون لوجه الله، ولكن يثورون ويغضبون حينما يتولى بعض أبناء الوطن (علاج) أمراض الوطن؟
{ يعتبرون السلام تنازلاً ووقف الحرب (مذلة)، وهم لا يحاربون إلا بالكلمات، ينامون قريري الأعين، وغيرهم هناك يفترشون الأرض ويلتحفون السماء، أكبادهم مجروحة، مدارسهم مغلقة، ومزارعهم ينعق على أطلالها البوم.. بناتهم (يحترفن) صناعة الشاي في الخرطوم، يتعرضن لكل صنوف العذاب المر، ودعاة الحرب في عماراتهم السامقة ووجهوهم نعمتها النعمة، ووجوه غيرهم عليها غبرة ترهقها (قترة).
{ أين كان دعاة الحرب حينما كانت “قيسان” تنادينا و”طروجي” تطلق النداء و”الدلنج” محاصرة وقواتنا الباسلة تقاتل في إباء وشمم وكبرياء، وتخوض الصعاب وتقتحم الحصون، هل تبرع أحدهم بمرتب شهر لصالح القوات المسلحة، وهل كفل أحدكم أسرة مجاهد اقتسم معها لحمة الخميس ومصاريف الجمعة، وسدد فواتير الكهرباء و(حق الدكان)؟!!
{ ما أجمل الحرب وأسهلها على الورق والحبر في صفحات (الجرايد) ومنابر المساجد ومجالس الأنس، ولكن مُرة المذاق لمن تذوقها وعاشها واقعاً تحت وابل الرصاص.