رسائل "وردي"و"سيد خليفة" في موريتانيا .. !
على ضفاف البحر نصب اتحاد الأدباء والكتاب الموريتانيين خيمة تمددت في ساحة مفتوحة كقرية تراثية، تزينت بها هوامش القمة العربية التي تبدأ اليوم بالعاصمة “نواكشوط “. ونثر الشعراء والأدباء إنتاجهم في ليلة دافئة حضر فيها الفن السوداني القديم وغاب الراهن مثل كل أشيائنا، حيث أصبحنا أمة تأكل من الماضي وتتوق لعودة الماضي وتعيش على الماضي .
وحضر في “نواكشوط” الفن والفنانون السودانيون من الزمان الماضي وغاب حاضرهم الذي يشير إلى اندثار مستقبل الفن في بلادي، فقد تغنت المطربة العربية “طاهرة بنت قنانة” بأغنيات الراحل “محمد وردي” التي اهتز لها وجدان السودانيين على قلتهم في تلك الليلة .
رددت “طاهرة” أغنية ما بنساك وطافت على أشعار “محمد عثمان كجراي” ورائعته ما في داعي يا ربيع في العمر دافي. وكادت دموع السفراء أن تنهمر تحناناً للأمس والمطربة الجميلة تغني لسيد خليفة إزيكم كيفنكم أنا لي زمان ما شفتكم، فاهتزت جنبات القرية التراثية بالتصفيق والأمهات وسط حضور تقدمه الدكتور “عبيد الله محمد عبيد الله” وزير الدولة للخارجية الذي قاد الوفد السوداني في اجتماعات مجلس الجامعة العربية بكفاءة، وقد أثبت حسن اختيار القيادة لشباب يحملون الراية بعد حين .
ونهض سفير السودان في موريتانيا “بلال قسم الله” الذي ارتجل قصيدة في اللحظة عن بن شنقيط وجدت التجاوب من الحضور وسفراء خارجية بلادنا، لأن غالبهم من الصفوة الأذكياء فإنهم كثيراً ما يقومون بمقام الغياب الفني والأدبي ولكن بالطبع يعجزهم الغناء مثل القامات السامقة التي رحلت والتي صمتت، ولكن لماذا أصبحت ساحتنا الفنية تعيش على الماضي ؟!