بيت الوالي
هل البيت أو المنزل الذي يقطنه الوالي ملك له.. أم منشأة حكومية يستظل بظلها ضيوف الولاية وزوارها؟؟ وهل تشييد (بيوت الولاة) أو بيوت الضيافة ترف أم واجب تمليه مسؤوليات الحاكم نحو رعيته؟؟ هذه الأسئلة أثارتها صورة نشرت في وسائط الإعلام الإلكتروني عن ورشة عقدتها حكومة ولاية غرب كردفان، لمناقشة الخارطة الهندسية لمنزل الوالي المنتظر تشييده بمدينة “الفولة”.. واستغلت المعارضة السياسية خطأ تقديرات مخطئين بالإساءة للمؤتمر الوطني وحكومته واستغلته المعارضة الداخلية أي معارضة المؤتمر الوطني، لوزراء وولاة المؤتمر الوطني في لهثها بحثاً عن المفقود من السلطة والمهدور من المال العام.. هل مدينة “الفولة” من أولوياتها تشييد منزل للوالي؟؟
الإجابة نعم؟؟ “الفولة” عاصمة حديثة تفتقر للبنيات الأساسية وتعرضت لاضطرابات في وجودها.. عندما أعلنت غرب كردفان ولاية شيد رجل الأعمال “حسن صباحي” منزلاً للوزراء يشبه (إشلاق) البوليس وهو بعيد عن المدينة حينذاك، وعين د.”عيسى بشري” وزيراً للمالية بغرب كردفان وصادق على شراء (زير ماء) لكل وزير في ذلك الزمان البائس، حيث الولايات فقيرة لا تملك من المال شيئاً.. ومنذ ذلك الزمان البعيد لم تشهد “الفولة” عمراناً وتعميراً نظراً لإلغاء الولاية، ثم عودتها مع انفصال الجنوب ونضوب آبار البترول واستدانة حكومة “أحمد هارون” في جنوب كردفان كل أموال بترول غرب كردفان بافتراض ما سوف يأتي.. وبعد عودة الولاية جاء عهد الجنرال “أحمد خميس” وبدأت المشروعات المليارية مثل السد الذي جرفته مياه أمطار الأسبوع الماضي، وجرفت معه (36) مليار جنيه هي تكلفة ذلك السد الترابي والقطط السمان التي (أكلت) مال غرب كردفان تحمي نفسها بادعاء الولاء للمؤتمر الوطني، وادعاء أن آباءهم كانوا من أغنياء قريش. حينما جاء الأمير “أبو القاسم الأمين بركة” وضع كل شيء في دائرة الضوء.. انتهت حقب كانت العطاءات تمنح تحت (الترابيز) وقسمة بين القيادات، إذا كان نصيب “حماد” بناء مدرسة فنصيب “حامد” شفخانة.. ونصيب “محمد” حفر بئر.
اختار الأمير “بركة” أن يفتح كل شيء للإعلام.. العطاءات تشرف عليها المالية الاتحادية وتنشر في وسائط الإعلام، وبناء قاعة يخضع للرؤية الهندسية والرؤية الإدارية.. انعقدت ورش عديدة عن قانون الإدارة الأهلية وعن مطلوبات مستشفى “الفولة”.. الورشة الهندسية المتخصصة عن تصميم منزل الوالي أو بيت الضيافة تمثل خطوة هامة ومطلوبة جداً في كل الولايات.
والإعلان عنها في وسائط الإعلام تعبير عن الثقة في النفس والوضوح والشفافية المطلوبة.. حتى لو كانت تقديرات الموظفين خاطئة في دعوة الإعلام لشأن فني تخصصي، إلا أن مجرد عقد ورشة متخصصة للمهندسين المعماريين لوضع تصاميم لبيت الضيافة في غرب كردفان يعتبر عملاً نافعاً وسلوكاً تفتقر إليه مؤسسات دولتنا.
أخيراً هل بيت الوالي أولوية في الوقت الراهن.. قد تختلف التقديرات من شخص لآخر.. لكن “الفولة” عاصمة ولاية غرب كردفان ظل كبار المسؤولين من الرئيس ونوابه يزورنها على استحياء، لأن حكومتها لا تملك منزلاً يقيم فيه ضيوفها. في إحدى الزيارات أقام الرئيس بمنزل السفير “الدرديري” في حي شعبي.. وفي زيارات أخرى (يضطر) الرئيس للمبيت في “بليلة” حيث استراحة موظفي شركات البترول.. هل يليق هذا بعاصمة مثل “الفولة” وولاية مثل غرب كردفان؟؟
حينما يكتمل تشييد منزل الوالي أو بيت الضيافة حتماً لن يبقى الوالي “أبو القاسم الأمين بركة” في موقعه الحالي، سيذهب وفقاً لتقديرات القيادة والتغييرات التي ستحدث في السودان بعد إجازة الدستور الجديد.. ولكن تبقى إنجازات وعطاء الوالي “أبو القاسم الأمين بركة” في سفر التاريخ تذكرها الولاية وأجيالها وقياداتها وشعبها.. و”بركة” هو أول والٍ ينتهج الشفافية في إدارة المال ويطوي صفحة الصراعات القبلية.. ويجعل كل شيء في الضوء بدلاً من (أم غمتي) وعطاءات الظلام.. والتمييز بين الناس على أساس أهل بدر وأهل مكة.. وقريش والأوس والخزرج.