محاضرات تركية !
{ملحمة سياسية فريدة بين القيادة والشعب تلك التي شهدتها تركيا العظيمة منذ ليل أمس الأول وما تزال مستمرة . {درس بليغ وبالغ الأهمية ذلك الذي وجهه (الأتراك) للعالم أجمع بإسقاطهم للانقلاب العسكري الذي استخدم ولأول مرة في تاريخ الانقلابات (الداخلية) سلاح الجو لضرب بعض مقار الحكومة بالطائرات الحربية، وقصف الفندق الذي كان يقيم فيه الرئيس “إردوغان” خلال إجازته السنوية !!
{سقط الانقلاب واقتيد الضباط والجنود الانقلابيون رافعين أيديهم وهم بالزي العسكري .. أذلاء كالمجرمين .. يجرهم (المدنيون) العزل إلى المعتقلات في أغرب مشهد عرفه عالمنا خلال هذه الألفية !!
{انتصر الشعب في تركيا على جنرالات الجيش .. انتصر على طائرات “الميج 16” .. على المدرعات والغواصات والبوارج الحربية، لأنه حدد خياره الوحيد .. وهو الديمقراطية ولا غيرها .. !! يا لكم من عظماء وسادة !
{ناصر (الأتراك) بكافة أحزابهم بما فيها المعارضة والمتمردة، حكومتهم لأنهم يعلمون أنها منتخبة وشرعية، وأن الديمقراطية هي المسار الوحيد للعملية السياسية في بلادهم .
{لا طريق يؤدي للقصر الرئاسي في “أنقرة” غير طريق صناديق الاقتراع .. لا مجال للبنادق والمليشيات المسلحة .. لا أمل للحركات المتمردة قبل أن تلقي السلاح .. بل لا مجال للجيش – نفسه – للاستيلاء على السلطة، كما حدث أكثر من مرة في تركيا القديمة.
{هي إذن تركيا الديمقراطية الحديثة .. ورئيس وزراء حكومتها قال بالأمس: (تركيا ليست في أفريقيا أو أمريكا اللاتينية لينجح فيها انقلاب) !!
{صحيح أنه سخر منا نحن الأفارقة المساكين، ولكنها الحقيقة، فلم يعد مناسباً أن تحكم هذه الدولة الوثابة بدبابات تغلق الجسور وتحاصر مقر البرلمان !!
{محاضرات قيمة قدمها لنا وللبشرية جمعاء السادة الأتراك .. (العثمانيون الديمقراطيون الجدد) .. فلهم منا فائق التقدير والتبجيل ..
{لهم خالص التهانيء .. والتبريكات .. فقد هزموا القوة المسلحة بالإرادة.. والوحدة .. والوعي .
{تركيا يا سادتي .. ليست مسلسلات رومانسية .. تركيا ليست “مهند” و”نور” .. ولا هي المخابز والمعجنات والحلويات .. ولا هي البدل والقمصان وناعم الأقمشة .. ولا خطوط طيرانها العالمية أو مطاراتها (الكونكشن) بين أوربا، أمريكا والشرق الأوسط والأدنى، تركيا أكدت أنها أعظم من كل هذا وذاك .
{مبروك “إردوغان”.