الأساطير تحكم دولة الجنوب.. والقبائل ترسم خريطتها!!
تنعكس الصراعات القبلية بجنوب السودان والتركيبة السياسية للمجتمع الذي تتحكم فيه معتقدات وأساطير أفريقية يصعب القفز فوقها، تنعكس في الصراعات القبلية المحتدمة منذ سنوات في “بور” بولاية جونقلي، مسقط رأس مؤسس الحركة الشعبية الراحل “جون قرنق”.
واندلع الصراع هناك بين قبيلتي (المورلي) و(النوير)، مخلفاً أكثر من 2000 قتيل، راحوا ضحية أساطير متنوعة يؤمن بها الطرفان.
وحسب صحيفة (المصري اليوم) الصادرة، أمس (الاثنين)، فإن، قبيلة “النوير”، ثاني قبلية من حيث التعداد فى الجنوب، وفقاً لأسطورتها ترى أنها الأحق بالنهر الذي يمثل رمزاً لطقوس أولئك الريفيين في موسم صيد السمك، أما “المورلي” فيرون أنهم الأولى بالسيطرة على النهر.
وبالرجوع إلى ما للأبقار من قداسة لدى تلك القبائل الأفريقية، يمكن تفهم كم أن عمليات السرقة المتبادلة لتلك الأبقار يمكن أن تشكل عنصراً جوهرياً في احتدام الصراع حول المكانة الاجتماعية عند هذه القبائل في جنوب السودان. فهناك نبوءة للنوير تقول إن الجنوب سيحكمه رجل طويل ذو فلجة، وبناءً عليه ينظرون لـ”رياك مشار” نائب رئيس دولتهم كمخلص.
وتمثل الأساطير الأفريقية والمعتقدات المتعددة ركيزة أساسية لرسم الخريطة السياسية في البلاد. يبرز هذا من خلال تقاسم السلطة على هذا الأساس القبلي، فمثلاً قبيلة النوير، ثاني كبرى القبائل في الجنوب، التي تقع في أراضيها حقول النفط تنطلق من مبدأ (نبوءة المندينق)، وهي نبوءة يؤمن بها النوير.
وتشير النبوءة إلى أنه بعد حروب طويلة في الجنوب، سيأتي ليحكمه (رجل طويل ذو فلجة يخلص شعب جنوب السودان من الصراعات).
ووفق هذه النبوءة، ترى قبيلة النوير أن دكتور “رياك مشار”، نائب الرئيس الحالي، هو المقصود بحكم الجنوب.
ويرى المحلل السياسي الجنوبي “سبت جون” أن صراع المعتقدات الأفريقية صار يؤثر بصورة مباشرة في الحياة السياسية في البلاد. موضحاً أن نظرة قبيلة النوير، وفقاً لتلك المعتقدات، إلى “رياك مشار”، باعتباره (المخلص).
وفي الوقت نفسه، ترى قبيلة (الدينكا)، كبرى قبائل جنوب السودان، أنها هي المقصودة بـ(الشعب الأسود)، الذي أشار إليه الإنجيل، وأن وفقاً لأساطيرهم، فإنهم الشعب الأول في أفريقيا.