شهادتي لله

متى ترد الحكومة دين الشعب الجميل ؟!

{يبلغ فصل (الصيف) في السودان ذروة قيظه وشدة هجيره في شهر (مايو) من كل عام، وهذا ليس بجديد على أي مقيم في بلادنا، فما بالك بوزارة الموارد المائية والكهرباء !
{ولهذا فمن الغريب والمزعج أن تحدثنا وزارة الكهرباء قبل أيام عن ترقب وصول وحدات توليد حراري متحركة خلال أسبوعين، لإنتاج ما لا يتجاوز (300) ميغاواط .
{لماذا لم تصل هذه الوحدات في شهر (مارس) أو (أبريل) على أسوأ الفروض، لتدخل الخدمة مع منتصف (أبريل) وليس نهاية (مايو)، بعد أن يكمل المواطنون كل الصبر، وتسقط في قلوبهم وعيونهم حكومتهم التي تعجز أن تقيهم شرور الشمس الحارقة، وتعطل أعمالهم ومصالحهم ومصانعهم وتهدد حيوات المرضى في البيوت والمستشفيات، خاصة الراقدين في أقسام العناية المكثفة !
{لماذا تبدأ تحضيرات الوزارات والمحليات لفصل (الخريف) في شهر (يوليو)، وتعلن جاهزيتها لفصل (الصيف) بعد انقضاء نصفه ؟!
{ماذا كانت وزارتا المالية والكهرباء تفعلان ابتداءً من شهر (يناير) الماضي وهما تعلمان علم اليقين أن البلاد ستعاني الأمرين من شح الكهرباء  في شهور (أبريل)، (مايو) و(يونيو)، ومشكلات أخرى في فصل الخريف جراء الأعطال المتكررة التي تصيب الخطوط الناقلة بسبب الأمطار والعواصف ؟!
{هل حل (مايو) بغتة، مثل مايو العقيد “جعفر نميري” عام 1969م، أم أنه (مايو) معلوم ومتوقع، وكان ينبغي أن تتهيأ الوزارتان لاستقباله، بما يخفف الضرر ويقلل الصدمات السياسية والاقتصادية والنفسية ؟!
{قد يسفه بعض المسؤولين في الحكومة (الأثر السلبي) المتراكم عند المواطنين بسبب أزمات الكهرباء  كل عام، ما يضعف (شعبية) الحكومة والقيادة السياسية للدولة، دعك من الأثر الاقتصادي أو أي تداعيات محتملة لهبات أو احتجاجات مكلفة، غير أن تسفيههم من شأن هذه الاختلالات والأخطاء الإدارية يكلف الدولة الكثير، ويهز موضعها اهتزازاً في بورصة السياسة ورصيد الولاءات، حتى في أوساط العضوية .
{الحكومات في أي بلد بالعالم دورها الأساسي إدارة وتطوير خدمات الشعب، وتوزيع ثرواته بما يضمن استقرار معاشه ورفاهية دولته، وإن عجزت الحكومة عن الوفاء بتلك الالتزامات، أو عجز بعض أفرادها، فلا  أقل من تغيير طاقمها وسياساتها، وصولاً لدرجة الرضا والكفاية من مستوى الخدمات، وفقاً لوضعية كل دولة .     
{على أية حال، ها هو الشعب صابر وممكون، يمارس كل يوم فضيلة الصبر الجميل، ولا يستجيب لدعوات المخربين والمهرجين، ولكن متى تكون حكومته بالمقابل في مستوى التقدير والامتنان لحكمة هذا الشعب النبيل، بأن تمارس بالمقابل فضيلة الاعتراف بالتقصير، ومحاسبة المقصرين، واستبدالهم بآخرين، كما يحدث في كل دول العالم كل عامين وثلاثة، وأحياناً كل ستة أشهر ؟!
{(جمعة) مباركة.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية