"البشير" يُشدِّد على تعاون دول القرن الأفريقي ويتوقع انضمام إريتريا
قال: تابعنا مشروع سد النهضة منذ أن كان مجرد فكرة حتى تحول لواقع
الخرطوم – المجهر
كشف الرئيس “عمر حسن أحمد البشير”، أن البلاد تابعت مشروع سد النهضة الإثيوبي منذ أن كان مجرد فكرة حتى تحول إلى واقع. وشدَّد على أهمية التعاون الإقليمي بين دول القرن الأفريقي لتحقيق الأمن والسلم، وتوقع انضمام إريتريا له.
وتوقع “البشير” في حوار نشرته الأناضول، بالتنسيق مع التلفزيون الإثيوبي، مساء أمس (السبت)، أن تنضم دولة إريتريا لذلك التعاون. وجدد انتقاداته للتدخلات الأجنبية في الشؤون الأفريقية. وقال إن موضوع سد النهضة (حظي بتشاور موسع بين الطرفين السوداني والإثيوبي، منذ أن كان فكرة، وقبل بدء العمل عليه).
وأشار “البشير” إلى أن الحكومة السودانية درست الأمر بشكل مستفيض، ورأت أن السد سيحقق العديد من الفوائد. وأكد “البشير” أن إيجابيات السد تفوق سلبياته، لذلك كانت لدينا قناعة بأن السد سيفيد السودان وإثيوبيا.
أوضح “البشير” أن ثلاثة أمور كانت محاور النقاش حول السد، أولها سلامته، وتخزين المياه بعد قيام السد، وبرنامج تشغيل السد، وهو موضوع تم الاتفاق عليه ولم يوضح مزيداً من التفاصيل حول آليات التشغيل.
وأوضح رئيس الجمهورية في حديثه أن (ثلاثة أمور كانت محاور النقاش حول السد، أولها سلامته، حيث تم من أجل ذلك تشكيل لجنة من الخبراء الدوليين والتي أكدت على سلامة السد).
والأمر الثاني الذي تم النقاش حوله هو (امتلاء البحيرة (تخزين المياه) بعد قيام السد، وهذا الموضوع تم الاتفاق عليه بين الطرفين، حيث سيتم إنشاء برنامج لتشغيل السدود ومنشآت الري)، دون مزيد من التفاصيل.
أما الأمر الثالث، هو برنامج تشغيل السد، (وهو موضوع تم الاتفاق عليه)، على حد قول الرئيس السوداني، الذي لم يوضح مزيداً من التفاصيل حول آليات التشغيل.
وأشار “البشير” إلى الكثير من اللقاءات مع الحكومة المصرية، وقال إن (هناك تفاهمات بين الدول الثلاث (مصر وإثيوبيا والسودان)، بحيث يكون الكل رابحاً ونؤسس لشراكة حقيقية بيننا).
وعرج “البشير” إلى العلاقات الإثيوبية السودانية. وقال إنها شهدت نقله كبيرة، وانتقلت من التعاون إلى التكامل، وأشار إلى أن البلدين اتفقا على جعل الحدود بينهما جسراً لتبادل المصالح. وأضاف أن النموذج أو هذه القناعة انتقلت إلى معظم دول الإقليم، وهناك تفاهم كبير جداً، خاصة في دول القرن الأفريقي السودان والصومال وجيبوتي وإثيوبيا.
وتوقع “البشير” أن تنضم إريتريا قريباً إلى هذا التعاون، مضيفاً (هناك تفاهمات بحتمية إزالة كل التوترات الموجودة في الإقليم (القرن الأفريقي)، من أجل تحقيق الأمن به، الذي يعد أحد مرتكزات السلم والأمن الدوليين).
وانتقد “البشير” التدخلات الأجنبية في شؤون القارة الأفريقية، وقال إن (الاتحاد الأفريقي أصبح له دور كبير في حل مشكلات القارة، التي أصبحت قادرة على حل مشاكلها الداخلية وإغلاق الأبواب أمام التدخلات الخارجية).
وفي ما يتعلق بالشأن الداخلي السوداني، قال “البشير”، إن (مؤتمر الحوار الوطني، حظي بترحيب كبير من قبل الدول الأفريقية والغربية والعربية والمنظمات الأممية والقارية).
وأشار “البشير” إلي بدائل من الصين وروسيا والهند وعدد من الدول العربية والأفريقية، لمواجهة ما ترتب من العقوبات. وقال إن القادة الأفارقة لهم موقف واضح من العقوبات التي يعارضها الاتحاد الأفريقي.
ولفت إلى أن المؤتمر يمر الآن بمراحله الأخيرة، حيث ستقوم اللجنة العمومية في الأيام المقبلة بتجهيز التوصيات لتتحول إلى قرارات نافذة، مضيفاً (سنتواصل مع الحركات التي لم تشارك في الحوار لتأتي وتنضم إلى الوثيقة النهائية، والباب مفتوح للجميع للانضمام).
وكشف الرئيس “البشير” عن أن العقوبات الدولية كانت لها آثار سلبية كبيرة، وقال إنها حرمت السودان من حقوق كثيرة جداً في مؤسسات التمويل الدولية والإقليمية، كما حرمته من الاستفادة من كثير من التقنيات التي تدعم التنمية، مثل المعدات والآليات المصنوعة في الغرب مثل قطارات السكة الحديدية والطائرات السودانية.