أصحاب الورش: المحلي يتميز بالمتانة والمستورد بجمال الشكل والتصميم
انتعاش صناعة الأثاث الدمياطي بالسودان
الخرطوم – سيف جامع
اتجه السودانیون مؤخراً إلى الاهتمام بترتیب حیاتهم من خلال الاهتمام بالسكن وتجهیزه بأرقی الأثاث والدیکور، وفي ظل هذا التطور اللافت يفضل الكثیرون الأثاث الدمیاطي الذي تخصص في صناعته نجارون مصریون قادمون من مدینة دمياط الساحلية التي اشتهرت بهذه الصناعة، ونشأت في الخرطوم حديثاً عدة ورش لصناعة الموبيليا الدمياطية التي تتميز بالمتانة وجمال التصميم والأشكال، ما جعلها الخيار الأول لذوي الذوق الرفيع. ويبدو أن المصريين وجدوا السوق السودانية واعدة وأرباحها محفزة في ظل غياب صناعة وطنية تضاهي المستورد متانة وجمالاً.. ويستورد السودان أثاثات منزلية ومكتبية من الصين قبل أن يصدر البنك المركزي قراراً بحظر استيراد الأثاثات ضمن عدد من السلع غير الكمالية لمواجهة أزمة النقد الأجنبي، وبسبب هذه القرارات استفادت الصناعة المصرية الوافدة سريعاً ونشط عدد من الورش الصغيرة في صناعة الأثاث الدمياطي .
ويقول “ناصر التابعي”- مصري الجنسية- صاحب ورشة ومعرض للأثاث الدمياطي إن هنالك طلباً متزايداً من قبل السودانيين على الصناعة المصرية، لافتاً إلى ارتفاع مدخلات التصنيع من الخشب والطلاء بسبب ارتفاع سعر صرف الدولار إلى أكثر من (13) جنيهاً، بالإضافة للرسوم الباهظة التي تفرضها السلطات. وأعرب “ناصر” عن استيائه من حالة الركود بالسوق وعزاها إلى الحالة الاقتصادية عامة.
دخول الصناعة المصرية إلى السودان مهدت له الحكومة ببعض التسهيلات، بأن منحت الحكومة المصرية مساحة أرض (مليوني متر مربع) لتكون منطقة صناعية للصناعات المصرية شمال العاصمة الخرطوم، لكن المشروع لم ير النور، في وقت قام فيه عدد من ورش صناعة الأثاث الدمياطي من القطاع الخاص والتمويل الذاتي.
وتقول السيدة “هيام الشيخ” إن الدمياطي جميل وراقٍ لكن أسعاره مرتفعة مقارنة مع المحلي، ويبرر المصنعون هذا الارتفاع نسبة لارتفاع تكاليف الإنتاج، ويشيرون إلى أن غالبية الزبائن هم من الأسر ميسورة الحال لأن أسعار الدمياطي تفوق الأثاث المحلي بنسبة أكثر من (120%)، بالإضافة للظروف الاقتصادية التي يعيشها المواطن السوداني.
وفي السياق يشكو أصحاب الورش المحلية من منافسة المستورد خاصة الأثاث الصيني، مشيرين إلى أن السلطات لم تطبق قرار حظر استيراد الأثاث. ويؤكد “عمر عبد الحميد” أن المحلي أكثر متانة من المستورد لكن المستورد يتميز بجمال الشكل والتصميم، مطالباً السلطات بدعم الصناعة المحلية وتطويرها، وأشار إلى أن الدمياطي سعره مرتفع ولا يستطيع أصحاب الدخل المحدود شراءه لأن أسعاره تبدأ من (10) آلاف جنيه إلى (40) ألف جنيه.