ماذا قال أهل الفن والإبداع في رحيل قائد الحركة الإسلامية "حسن عبد الله الترابي"؟
“السموأل خلف الله”: كان يتيح لنا الفرصة لمجالسته ليحدثنا عن الفنون والفنانين
“حسين شندي”: فجعنا بوفاته وسيظل في قلوبنا.. فالعباقرة لا يموتون
د.”حمزة عوض الله” يدعو للتعمق بحثياً في مسيرته
“حنان بلوبلو”: أستمتع جداً لحديثه وضحكاته الساخرة كانت تشدني
الخرطوم – عامر باشاب
وقع خبر وفاة المفكر والعالم الإسلامي د.”حسن عبد الله الترابي” كالصاعقة على كل أهل السودان بمختلف قطاعاتهم المجتمعية وتكويناتهم.. ونستعرض فيما يلي ماذا قال أهل الفن والإبداع في نعي الرمز السياسي السوداني “حسن عبد الله الترابي”.
في البداية تحدث لنا الأستاذ “السموأل خلف الله” وزير الثقافة السابق والأمين العام لمؤسسة أروقة للثقافة والعلوم قائلاً: رحل عنا أحد عظماء العالم شيخ “الترابي” وكان فقده موجعاً ومدوياً ولكن هي مشيئة الله، ثم أضاف: جمعتني بـ(الترابي) قضية الفكر والثقافة وأذكر عندما شرعنا في تأسيس منظمة (نمارق للآداب والفنون)، كان شيخ “حسن” مسروراً جداً بها، لأنه حينها كان قد سبقنا بـمحاضرة شهيرة بعنوان (حوار الدين والفن)، وصرح لنا أن الذي أسعده كثيراً أن (نمارق) كانت تجربة عملية بشعبها الست: الآداب والموسيقى والغناء والتشكيل والمسرح والسينما والإعلام، ولهذا ظل يتيح لنا الفرصة لمجالسته لساعات طوال يحدثنا عن الفنون عن كبار الفنانين خاصة الغربيين في مجال الفنون التشكيلية، وأذكر عندما أقمنا في التسعينيات مهرجان السينما الخاص بـ(أفلام العبور) التي كانت تحكي قصة انتصار الجيش العربي في السادس من أكتوبر (1973) الموافق العاشر من رمضان، وكان قد زار السودان وقتها للمشاركة في هذا المهرجان المخرج “محمد راضي”، والمخرج “صلاح أبوسيف” والممثلة “ماجدة الصباحي” والدكتور “إسماعيل محمد علي” الذي كان وقتها عميد المعهد العالي للسينما في جمهورية مصر العربية، وفي لقاء جمعهم بالشيخ “الترابي”، تفاجأوا به يحدثهم عن السينما العالمية وقد أدهشهم بحديثه ذلك، حيث إنهم لم يتوقعوا أن يكون الشيخ بهذه الدرجة العالية من المعرفة والثقافة السينمائية، ولهذا طيلة فترة إقامتهم في “الخرطوم” كانوا يتسللون من (الفندق الكبير) إلى بيته في المنشية لكي يستمتعوا بكلامه عن الفن الذي كان يتحفهم به، وعندما كتب كتاب “الحركة الإسلامية” سجل صفحات منه لتجربة “نمارق”.
حقاً كنا نحبه ونقدره وكان يبادلنا الحب والاحترام، نسأل الله له الرحمة والمغفرة وأن يجعله في أعلى الجنان.
“بشير عباس”: (الترابي) أحد عظمائنا الذين سنظل نفاخر بهم
فيما أبدى الموسيقار “بشير عباس” حزنه لرحيل “الترابي”، مقدماً التعازي لأسرة الراحل، وقال أخبرتني زوجتي برحيل شيخ “الترابي” وشكّل الخبر صدمة كبيرة بالنسبة لي، وحقيقة شيخ “حسن الترابي” كان رمزاً ومفكراً إسلامياً عالمياً، وأحد العظماء السودانيين الذين ظللنا نفاخر ونتباهى بهم، وحقاً نحن السودانيين افتقدناه في أكثر الأوقات التي نحتاجه فيها.
د.”حمزة” يدعو للتعمق بحثياً في مسيرة “الترابي” و”نقد”
وأشار المذيع اللامع الدكتور “حمزة عوض الله” إلى أن الدكتور “حسن عبد الله الترابي” غيّر مجرى التاريخ في ما يتعلق بالحكم، وكسر حاجز وصول الحركات الإسلامية للحكم، وبالتالي مكّن للإسلام السياسي الفاعل، ومهما يكن الاختلاف والاتفاق حول الفتاوى والآراء التي كان يصدرها من حين لآخر، بداية من حديث الذبابة وانتهاءً بـ(عذاب القبر)، إلا أنه تميز
بكاريزما الزعيم، وهذا ما حققه على أرض الواقع، يبقي أن يتم تناول شخصية “الترابي” و”محمد إبراهيم نقد” بعد رحيلهما بشيء من الرؤية البحثية المتعمقة، فكلاهما قاد حزبه لعقود من الزمان وتمكنا من التعاطي مع المتغيرات المختلفة والتي حملت الكثير من الغموض، خاصة اختفاء “نقد” إبان العمل السري.
وأختم بأنني ربطت بين الاثنين، إذ لم تتح لي فرصة مثل التي أتاحتها لي صحيفة (المجهر).
“بلوبلو”: كشفت عن حبها لـ”الترابي”
بدورها عبّرت الفنانة “حنان بلوبلو” عن حزنها العميق لرحيل الشيخ “الترابي” وأكدت على أنها دخلت في نوبة حزن لم تخرج منها حتى الآن، وكشفت عن حبها لـ”الترابي” وقالت إنها كانت تستمتع جداً لحديثه وتعليقاته، وأضافت أن ضحكته الساخرة كانت تشدها ولذلك كانت تترقب حديثه في أجهزة الإعلام المختلفة.
وفي ختام حديثها بعثت بتعازيها لكل الشعب السوداني بهذا الفقد.
فيما نعاه الفنان القدير “حسين شندي” قائلاً: نحن في قبيلة أهل الفن مثل كل شرائح المجتمع السوداني، نشعر بالحزن والأسى على رحيل المفكر الإسلامي العلامة الشيخ “حسن الترابي”، فهو رجل سياسي محنك وعالم عبقري ومتفقه في علوم الدين، له مكانته ووضعه في المحيط العربي والإسلامي، بل على المستوى العالمي، نعزي الأمة الإسلامية والشعب السوداني وأسرته على فقده، وأختم بالقول فجعنا بوفاته لكنه سيظل في قلوبنا.. فالعلماء والعباقرة لا يموتون.