الأول في القصة بجائزة الطيب صالح "الهادي علي راضي": أصدقائي راهنوا على فوزي..
القصة القصيرة أكثر الأجناس الأدبية تعبيراً عن راهن اللحظة العصرية..
الكتابة صارت فعلاً استمرارياً ينشد من خلاله الكاتب تأكيد وجوده في الحياة..
دردشة ـ نهلة مجذوب
الأديب الشاب “الهادي علي راضي” الحاصل على الجائزة الأولى في مجال القصة القصيرة في جائزة (الطيب صالح العالمية للإبداع الكتابي) في دورتها السادسة عن مجموعته القصصية (فنتازيا أنثى الشط)، ونال جائزة قيِّمة قيمتها (10) آلاف دولار.
التقه (المجهر) في أمسية بعد التتويج والفرح يغازل عينيه و يشق سكون شخصيته الهادية المسكونة بالإبداع الأدبي..
يقول بداية إن أصدقاءه من الكتاب هم أول من اطلعوا على أعمال مجموعته القصصية التي شارك بها، وراهنوا على فوزه بالمرتبة الأولى في مجال القصة وقد كان، حيث إنها تضم (13) قصة.
ولم تكن مشاركته بجائزة الطيب صالح الأولى فقط، بل سبق وأن شارك في مسابقات كثيرة، وقبل حصوله على الجائزة أحرز المرتبة الأولى في مسابقة إقليمية على مستوى الشرق الأوسط وأفريقيا. وحتى لحظة نيله الجائزة كمبدع أكد أنه لم يفكر فيها بالتحديد، بأن تكون مرحلة تحول على الصعيد الإبداعي، لأنها أتت من خلال مدخل أدب الطيب صالح للإبداع، ويشير إلى أنها يجب أن توظف في هذا الاتجاه، وعليه أن ينجز روايات ومجموعة قصص قصيرة في الأضابير، وأخرى في مراحل التبييض بإذن الله سترى النور قريباً.
وعن الكتابة يقول إنها أصبحت جزءاً من التكوين الوجداني له ككاتب، وصارت فعلاً استمرارياً ينشد من خلاله تأكيد وجوده في الحياة، ويرى أن الكتابة بشكل عام في القصة أو أي من المجالات الأخرى، يفترض أن تعني شيئاً ما لأي كاتب ورث هذه المهنة.
وعن رأيه في بروز كتابنا السودانيين في الخارج يقول ليست هي قاعدة ثابتة، ولكن هذا السؤال يشير إلى شيء محدد، هو أن الكاتب السوداني عندما يخرج خارج البلاد تتوفر له ظروف لم تكن موجودة بالسودان، لذلك يجئ عطاؤه أكبر وأوفر.
وبالنسبة له فقد كان خارج السودان أيضاً لفترة أربع سنوات، زار خلالها عدداً من الدول العربية والأفريقية، ويعتبرها بكل تأكيد إضافة ثرة للكتابة الإبداعية، ويوضح أنها فترة كانت للاستكشاف أكثر من أي شيء آخر، عاد بعدها إلى السودان ومارس مهناً كثيرة، وحالياً مقيم بالخرطوم حي (الرميلة)، ويعمل معلماً في مراحل التعليم العام بمدرسة بـ(حي اللاماب).
وفيما يخص القصة القصيرة كجنس أدبي، يعتقد “الهادي” أنها من المفترض أن تعمل على حل أزمات الإنسان، كونها قصة تجسد مشهداً محدداً أو قيمة محددة ويتم تسليط الضوء عليها، ويضيف أنه وفي هذا العصر المتسارع أكثر الأجناس الأدبية تعبيراً عن راهن اللحظة العصرية هي القصة القصيرة، لأن بإمكانها تسليط الضوء على مشهد معين وتكثيفه لتنتج نصاً يبرز هذه الحالة، ويخلص إلى أن القصة القصيرة هي أفضل جنس أدبي لممارسة التجريب.
وفيما يخص تجربته في مجال القصة القصيرة يوضح أنه لا يميل إلى المدارس الكلاسيكية التي تعبر عن أن القصة القصيرة (بداية، وسط، نهاية) الخ، ولكنه يستوعب ذلك ويرى بالضرورة لأي كاتب أن تكون له بصمته في العمل الذي يؤديه، مؤكداً أنه يمارس التجريب من خلال القصة القصيرة سواء نجح أم لم ينجح، فهو أمر يتركه للمتلقي، ويعود ليقول إن تقديره الشخصي هو أن كل نص له روحه وأجواؤه الخاصة التي تحيط به.