الديوان

مستشار السفارة السورية بالخرطوم: رائحة البارود أعلى من الحرب وما نزال في المحافل الأدبية الفائزون..

بعد حصد بلاده لثلاث جوائز في (تظاهرة الطيب صالح للإبداع الكتابي) 
حاورته ـ نهلة مجذوب
استطاعت “سوريا” ورغم ما يدور فيها من حروب ودماء واضطراب لأكثر من خمس سنوات متتالية أن توجد في جائزة الطيب صالح العالمية للإبداع الكتابي حضوراً أنيقاً وفوزاً باهراً، وفي دورتها السادسة قبيل أيام توجت عروس المحافل الأدبية الرفيع بإبداعها المتميز وحصولها  على ثلاث جوائز قيمة، إذ حازت على الجائزة الأولى في الرواية والثانية والثالثة في مجال قصص الأطفال وإن عجز شخوصها الفائزون هذه المرة عن الخروج من مناطقهم ليمثلوا وطنهم العزيز في ختام الفعاليات بالخرطوم.
فذكرت أسماء الفائزين الثلاثة وهم الأول “سامر شحاتة” صاحب رواية (حبوب الذرة)، والثاني في قصة الأطفال “نجيب كيالي” بـ(حكايات جدي)، والحاصلة على المرتبة الثالثة في ذات المجال عن قصة (عالم أجمل) لـ”حنان المصري” ولم يكن أحد حاضراً في منصة تسليم الجائزة المعنوية والمادية القيمة وهي (10،8، و6 آلاف دولار) حسب الترتيب ليستلم جوائزهم السفير السوري سعادة “سهيل جناد” الوزير والمستشار الدبلوماسي في السفارة السورية بالخرطوم. حرصت (المجهر) لإجراء مقابلة معه على هامش احتفالية توزيع الجوائز مساء (الخميس) الماضي برئاسية (قاعة الصداقة).. فماذا قال:
{ حدثنا سعادة السفير عن وجودك في الاحتفالية؟
–    وجودي في هذا المهرجان الأدبي الرائع في محفل جائزة الطيب صالح العالمية للإبداع الكتابي وكلنا فخر واعتزاز لما حققته الأقلام السورية في المنافسة، فقد كانت هنالك ثلاث جوائز من نصيب السوريين، وهذا إن دل فإنما يدل على أن الإنسان هو ابن الكلمة وأن الكلمة هي التي تبقى برغم أزيز الرصاص ودوي القنابل وسقوط الطائرات، فإن السوريين لم يفقدوا الأمل ولم يتركوا القلم من بين أصابعهم وظلوا يخطون خطوطاً للمستقبل.
{ مقاطعة.. حضور رغم الحرب؟
–    نحن كنا نوجد دائماً في المحافل الأدبية سواء أكان على مستوى الشعر أو الفن أو المسرح أو كافة أشكال الفنون.
ولكن المرحلة الأخيرة التي تمر بها “سوريا” منذ حوالي خمس سنوات حالت دون مشاركة كثير من المبدعين والنشاطات الأدبية والفنية العالمية.
{ حاجة سوريا لمثل هذه الفعاليات؟
–    في هذه التظاهرة الأدبية العالمية في السودان أتوجه بالشكر ومن عميق قلبي لأهلنا في السودان وشركة (زين) وحكومته التي رعتها لأننا أحوج ما نكون إليها اليوم كي ننتزع أبناءنا من بين براثين من يرسلوهم إلى رائحة البارود، إننا نعشق نحن في “سوريا” وما زلنا رائحة الحبر والأدب، ولكننا أجبرنا أن نعيش مرحلة كانت رائحة البارود أعلى فيها من رائحة الحبر.
{ وكم كان عدد السوريين المشاركين في جائزة الطيب صالح؟
–    في الحقيقة لم يكن عندي علم بالعدد الدقيق للمشاركين، لان عددهم كان بالمئات ولم نستطع حصرهم ولم يكن لدينا من يطلعنا على من أرسلوا أعمالهم الأدبية من المستويات الثلاثة الرواية والقصة وأدب أطفال، لكني يعزيني أنني رأيت هنالك ثلاثة مبدعين فازوا بهذه الجائزة والتي تبشر أن هنالك مشروع ثلاثة أدباء في المستقبل سيكونون في “سوريا”.
{ وما هي الظروف التي منعت مجيئهم لتسلم الجائزة هذه الدورة؟
–    هنالك ظروف أمنية من الدرجة الأولى، لأن المكرمين هم من مناطق حقيقة فيها اشتباكات أمنية وما زالت لم تحرر على يد الجيش السوري، وبها مسلحون وهم يحيلون دون الخروج لأنهم يحتمون بالمدنيين، فيحولون أيضاً دون خروج هؤلاء الشباب ليستلموا جوائزهم، حتى لا يسمحون لهم بالخروج إلى المحافظات الأخرى ليتبضعوا منها، فتقريباً هم سجناء لهؤلاء المسلحين.
{ الدورة السابقة حضر إليها اثنان من الفائزين من “سوريا”؟
–    نعم، فمن كان موجوداً في المناطق التي استطاع الجيش أن يخرج منها المسلحون، فقد يتمكنوا من القدوم وهم يخرجون ويعودون إلى “سوريا” بأمان.
{ ما مغزى فوز “سوريا” بجائزتين في الكتابة للأطفال؟
–    كان هنالك دائماً اهتمام في المستقبل، لأن الأطفال هو مشاريع للمستقبل، وفي “سوريا” كانت الحكومة تولي اهتماماً كبيراً لشيء اسمه (طلائع السوريين)، وهم طلائع الحزب الذي كان يقود الدولة والمجتمع، فكان في المدارس الابتدائية هؤلاء وهم الطلبة الذين يعول عليهم في المستقبل ليمسكوا زمام البلاد سياسياً واقتصادياً ومن كافة المناحي، لذا جاء الاهتمام بالأطفال وأدبهم، وكانت هنالك مجلات ودوريات كثيرة تعنى بأدب الطفل، ويشارك فيها الأطفال وتقام لها المهرجانات وتوزع الجوائز. وهي الآن مستمرة ولكن في نطاق ضيق، ومن ثم أخذت أشكال أخرى، مثلاً لدينا الآن في “سوريا” جائزة للمبدعين والمفكرين هي (المارتون) في كافة المناحي العلمية برعاية الحكومة السورية.
{ هل كنت تتوقع هذا الفوز الكبير لـ”سوريا”؟
–    نعم كنا نتوقع الفوز لأن السوريين كانوا دائماً يفوزون في المحافل الأدبية والإبداعية التي يشاركون فيها، بجانب النشاطات السياسية التي تقيمها الدول كان يشارك فيها طلاب سوريون ويحققون نجاحاً.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية