موسيقى القِرِن وأول حديقة حيوان في عهد السلطان (علي دينار)
“عطاء المدن” يحتفي بـ(فاشر السلطان)
الخرطوم – باشاب
“عطاء المدن” تحت هذا العنوان، واصل (منتدى راشد دياب) احتفاءه بالمدن السودانية وخصصت ليلة (الأحد) الماضي للاحتفاء بمدينة (الفاشر) حاضرة ولاية “شمال دارفور” الأمسية الفاشرية، قدمها ببراعة الإعلامي القدير “عوض أحمدان” مدير إذاعة (ذاكرة الأمة)، وتبارى فيها بالحديث عن (فاشر السلطان) كل من البروف “إبراهيم موسى حمدون” والأستاذ “جبريل عبد الله علي” والأستاذ “مالك الزاكي”، فيما أدار المنتدى الأستاذ سلطان الفور وأمير الدولة العثمانية
الأستاذ “جبريل عبد الله علي” ابتدر الحديث مستعرضاً المكون
التاريخي والاجتماعي لمدينة الفاشر باعتبارها عاصمة دارفور الكبرى والتي حكمت من قبل السلاطين والإدارات الأهلية والعشائر، وتناول “جبريل” تاريخ السلاطين الذين تعاقبوا على حكم المنطقة ابتداء من السلطان “سليمان صولون” 1740م مؤسس دولة إسلامية عاصمتها مدينة (طرة) التي كانت ضم مجموعة من منارات العلم والمعرفة مثل الخلاوى، وتلاه (السلطان تيراب) والذي اتخذ من “سوبا” عاصمة له ودخوله في حرب مع (السلطان هاشم)، ثم السلطان “عبد الرحمن الرشيد” الذي اتسعت في عهده الدولة الإسلامية، مشيراً للمكاتبات المتبادلة بين سلطان الفاشر وأمير المسلمين في عهد الدولة العثمانية في دولة “تركيا”، وفي ختام حديثه ركز “جبريل” حديثه عن مدينة الفاشر العملية والمعرفية، واستعرض أسماء بعض رجال الدين والشخصيات الأدبية الذين انتموا إلى فاشر السلطان.
موسيقى القِرِن وأول حديقة حيوان
ومن جانبه تحدث الأستاذ “مالك الزاكى” عن الإرث الثقافي للفاشر العاصمة الدارفورية، ثم تحدث عن شخصية السلطان “علي دينار” كرجل دولة يتمتع بالحنكة والحكمة والذكاء، بجانب تميز عهده سياسياً واقتصادياً، وأشار إلى مخطط تقسيم دارفور على أنها مخططات قديمة، وخلال حديثه كشف عن موسيقى القِرِن التي تم تأسيسها في عهد السلطان “علي دينار”، وأكد على أنها هي الفرقة الموسيقية التي أنتجت (الجلالات) و(المارشات) العسكرية، كما أكد على أن السلطان “علي دينار” هو أول من انشأ حديقة للحيوانات في القارة الإفريقية، كما يعود له الفضل في تكوين الثروة الحيوانية في السودان، وأشار إلى أنه حرص على جلب ذكر وأنثى من كل أنواع الحيوانات.
أما البروفيسور “إبراهيم حمدون” فقد تحدث عن مدينة الفاشر، وركز في الانتباه إلى دلالة اسم الفاشر الذي قال إن أصله يعود إلى لغة القرآن الكريم ويعني (القسمة الكبيرة)، وأشار إلى أن المدينة (الفاشر) أنجبت وقدمت الكثير من الشخصيات التي صنعت تاريخ سلطنة دارفور، وأضاف بأن أكثر ما يميز مدينة “الفاشر” أنها تقع في قلب القارة الإفريقية، بجانب مكونها الاجتماعي الذي نتج عن تمازج واختلاط القبائل والعشائر، وأضاف قائلاً: يكفي ما كتبه المؤرخ “محمد بن عمر التونسي” عن مدينة “الفاشر”.
وأخيراً تحدث أن التحولات السياسية والاجتماعية التي حدثت لسلطنة الفور، مشيراً إلى أن هذه السلطنة كانت تدار بنظام الإرث الأخوي، ونبه لصلة الأخوة التي جمعت كلاً من السلطان “محمد تيراب” والسلطان “أبو القاسم” والسلطان “عبد الرحمن الرشيد”.
مبارك المنصور وتراث دارفور
هذا وقد تخللت ليلة (فاشر السلطان) فواصل من الأغاني التراثية الدارفورية، أبدع في تقديمها المطرب “مبارك المنصور” وتفاعل معها جميع الحاضرين من رواد وجمهور المنتدى.