شهادتي لله

(سودانير) وبلاغ لعناية الثراء الحرام والمشبوه

ـ 1  ـ
{ لأول مرة، خلال السنوات الأخيرة، تتخذ قيادة الدولة قراراً صحيحاً بوضع الرجل المناسب في المكان المناسب، وذلك بتعيين المهندس “عادل محمد أحمد” مديراً عاماً (مكلفاً) لشركة الخطوط الجوية السودانية (سودانير).
فمهندس الطيران “عادل” من أبناء (سودانير)، ووصل قمة الهرم الإداري فيها ببلوغه الدرجة الأولى الخاصة، كما أنه عمل مديراً للطيران الخاص في أوج نجاحات الشركة، وما أعلمه أن الرجل ترك في حسابات (الطيران الخاص) عدة (ملايين من الدولارات) عند صدور قرار خصخصة (سودانير) وبيعها لـ (عارف) الكويتية!! والآن وبعد أكثر من (6) سنوات من (الصفقة) حسابات الشركة ليس بها (دولارات) ولا حتى (جنيهات سودانية)!!
{ المدير (المكلف) أعرفه عن قرب، فهو (شاب) جاد، ونشط، ويفهم في (الإدارة) و(البزنس)، وفنيات وأسرار عالم الطيران، ويعرف (كل) تفاصيل العمل، والمتعلقات، والممتلكات الخاصة بالشركة التي باعوها (جملة) و(قطاعي) بعد أن كانت ناجحة ورابحة.
{ أمام الأخ “عادل” تحديات كبيرة تتطلب تعيين عاجل لمجلس إدارة الشركة ليساعده في النهوض بهذا الصرح الاقتصادي المهم، واستقطاب التمويل السريع من البنوك المحلية وبيوت التمويل الأجنبية، خاصة أن (سودانير) تمتلك (أصولاً) ضخمة داخل وخارج البلاد.
{ ونرجو ونأمل أن يجتهد السيد وزير المالية والاقتصاد الأستاذ “علي محمود” ووزير النقل الدكتور “أحمد نهار” في الوقوف بقوة خلف هذا المدير الجديد، لأنها الفرصة (الأخيرة) لانطلاقة الناقل الوطني.
ـ 2 ـ
{ قبل نحو شهرين، تداعى عدد من ناشري الصحف لاجتماع طارئ، بدعوة من مجلس إدارة الزميلة (الانتباهة)، للتفاكر حول خيارات الصحف للخروج من حصار الضائقة الاقتصادية التي ما زالت تهدد صدور الصحف. الاجتماع الأول كان بمقر (الانتباهة)، والاجتماع الثاني استضافته (المجهر السياسي) بحضور المدير العام لمجموعة المطبعة الدولية الأستاذ “ياسر حمد”.
قرر الاجتماع الأول الآتي: زيادة سعر النسخة إلى (جنيه ونصف الجنيه) للصحف التي تفضل الصدور في (16) صفحة، والإبقاء على سعر (جنيه واحد) للنسخة للصحف التي تصدر في (12) صفحة. اختارت صحف (الانتباهة)، (آخر لحظة)، (الرأي العام)، (السوداني) و(الأهرام اليوم) الاستمرار في الصدور بـ (16) صفحة، لكن إداراتها لم تلتزم باتفاق الشرف بزيادة سعر النسخة إلى (جنيه ونصف الجنيه)، فيما التزمنا نحن بعهدنا بتخفيض عدد الصفحات إلى (12) صفحة، ومخاطبة المجلس القومي للصحافة والمطبوعات بذلك، وقد تفهم الإخوة بالمجلس مشكورين وجاهة ومنطقية الخطوة في ظل أوضاع اقتصادية قاهرة.
{ وأخذ (بعض) الناشرين يتفاخرون، ويصرخون (بوباراً) بأنهم لم ينهزموا، ولن يستسلموا، ولن يخفِّضوا الصفحات إلى (12) صفحة!! وها هم – الآن – يتباكون و(يضربون الجرسة)!!
{ والأخ الزميل “رحاب طه” رئيس تحرير (الوفاق) حمل توقيعاتنا إلى مجلس الصحافة مطالبين بتجميد مادة تحديد عدد الصفحات، ويعرف جيداً أنني كنت صاحب مقترح تخفيض الصفحات، بينما كان الأخ المهندس “الطيب مصطفى” صاحب مقترح زيادة الأسعار.
{ الناشرون الذين لم يلتزموا (لا) بزيادة السعر، و(لا) بتخفيض الصفحات، اجتمعوا مرة ثالثة من وراء ظهورنا حاسبين أنفسهم (كبار) الناشرين، وقرروا زيادة سعر النسخة إلى (جنيهين) دفعة واحدة!! ثم دعونا لاجتماع (رابع) لنوقع على ما قرره السادة (كبار) الناشرين!!
لم أحضر الاجتماع بسبب ارتباطات  أخرى، وهاتفني من داخل الاجتماع الأستاذ الكبير “حسين خوجلي” مكلفاً بإقناعي، قلت له: إنها زيادة كبيرة، وكان الأفضل التدرج فيها. لكنه أكد أنه قرار صادر بإجماع الناشرين، قلت له (خيراً)، ولم يسمح زمن المكالمة ومكانة (الأستاذ) في قلبي بالمزيد من الجدل.
قررت أن (المجهر) لن تلتزم بهذه الزيادة. وبعد أن نشرت الصحف – ليس من بينها (المجهر) – قرارات الناشرين، اتصلتُ بالأخ الأستاذ “مصطفى أبو العزائم”، والدكتور “الباقر أحمد عبد الله” وكان قرارنا (عدم) الزيادة، ثم توالت قرارات (التراجع) عن (الإجماع).
{ وأرجو أن أنبه السادة أصحاب ومديري (المطابع) إلى أن (لا) يفرضوا علينا أسعاراً بركوب موجة الزيادات (المضخمة) وغير الواقعية، فنحن نعلم جيداً أن (طن الورق) يصل إلى “الخرطوم” بأقل من (5) آلاف جنيه (خمسة آلاف جنيه)، حتى بأسعار دولار السوق السوداء ليوم أمس (الاثنين). أما كل من يزايد في أسعار الورق لتصل إلى (سبعة آلاف جنيه) فإنه (مضارب)، وأدعو سلطات (الأمن الاقتصادي) و(المباحث) وفوقهما نيابة (الثراء الحرام والمشبوه) إلى القبض عليه فوراً والتحقيق معه، لأنه يعمل على تدمير صناعة التنوير (الوطنية) والثراء غير المشروع.
{ هذه هي (كل) التفاصيل.. بدون زيادة أو نقصان.
{ إن أخي الأستاذ “مصطفى أبو العزائم” قد تعرض لهجمة ظالمة منشورة و(غير منشورة)، باعتبار أنه قد خرق الإجماع، والحقيقة أن خرق (الإجماع المزعوم) كان سابقاً بشهرين لقرارهم الأخير!!
{ إنني – شهادة لله والتأريخ – أبرئ الأخ الأكبر “مصطفى” من تلك الاتهامات المتسرعة، وأؤكد أنه (راجع) – بعد أن تشاورنا – حساباته وحسابات المؤسسة التي يرأسها الاقتصادي الكبير المهندس “الحاج عطا المنان”.. (راجعوا) و(لم) يتراجعوا.
{ اللهم الطف بعبادك الناشرين.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية