اقتصاد

توطين إنتاج تقاوى زهرة الشمس.. خطوة لتمزيق فاتورة الاستيراد

رغم العثرات التي واجهتها خطة تطوير إنتاج سلعة زهرة الشمس بالبلاد خلال موسم (2008 – 2009)، إلا أن المساعي عادت من جديد هذا العام بإنتاج مقدر من التقاوي أنتجتها شركة (هارفست)، وواجهت الشركة تهماً حول فساد التقاوي الشهيرة برأتها منها المحكمة مما أثر سلباً على مشروع توطين التقاوي برمته، وأُجهضت الخطة (الخمسية) للبنك الزراعي في تحقيق الاكتفاء الذاتي من التقاوي في مساحة (2 مليون فدان)، ويتوقع أن يوفر السودان مبالغ مقدرة من العملات الصعبة حال اتجه إلى إنتاج تقاوي زهرة الشمس محلياً وتقليل تكلفة الإنتاج الزراعي، خاصة وأن إنتاج التقاوي محلياً يقلل تكلفة الزراعة بنسبة (50%)، ورغم التحديات التي تواجه زراعة زهرة الشمس إلا أن السوق موعودة بالازدهار، خاصة في ظل الأزمة التي تشهدها أوكرانيا أكبر منتج للسلعة في العالم.
المدير العام المساعد للبنك الزراعي «جلال الدين طه» أشار إلى صعوبة إنتاج التقاوي محلياً، خاصة تقاوي زهرة الشمس، وقال إن المحصول هزم عدة مرات منذ العام 2000م بعد استيراد زيت الأولين، ثم تلتها قضية التقاوي، وأخيراً الهزة التي تعرضت لها زهرة الشمس الموسم الماضي نتيجة لضعف التسويق، مشيراً إلى أن سياسة البنك للموسم الصيفي المقبل خصصت تمويلاً يسع (450) ألف فدان زهرة شمس.
ويرى د. «محمد يونس» مدير هيئة البحوث الزراعية أن إنتاج البذور محلياً يساهم بصورة مباشرة في زيادة الرقعة الزراعية وإيصال التقاوي للمزارعين في الوقت المناسب، عكس التقاوي المستوردة التي تصل بعد ابتداء الموسم. فيما أعلن وزير الزراعة بولاية النيل الأبيض المهندس «أحمد البشير البدوي» في الاحتفال الذي نظمته شركة (هارفست) بمناسبة يوم الحقل لحصاد تقاوي الهجين لزهرة الشمس (سرينا) بمحلية قلي بولاية النيل الأبيض، أعلن عن تخصيص (50) ألف فدان بالإضافة إلى مساحة (300) فدان التي تنتج فيها الشركة التقاوي بمنطقة قلي بالولاية، معرباً عن أمله في التطلع إلى شراكات ذكية مع شركة (هارفست) لإدخال التقانات الحديثة في الزراعة بالولاية، مشيراً إلى أن سياسة الخصخصة للمشاريع القومية تسببت في دمار الزراعة بالمنطقة، وقال: (بعد الخصخصة لم تكن هنالك زراعة)، وأضاف: (لكن نجتهد بالإمكانيات القليلة المتوفرة في تأهيل البنية التحتية للمشاريع الكبرى بكهربة المشاريع).
ويقول المدير العام لشركة (هارفست) «أبو بكر شطة» إنهم بصدد توطين إنتاج تقاوي بتنفيذ إستراتيجية تقوم بتوسيع العمل مع أكبر قدر من الشركات العالمية، ويؤكد أن هذا الطموح يمضي على قدم وساق بالتعاون مع شركة (مي) التركية التي تمتلك أصولاً وراثية لـ(20) نوعاً من صنف (سارينا)، مؤكداً أن السودان خلال ثلاث سنوات لن يستورد تقاوي زهرة الشمس، منوهاً بأن التخفيض في التكلفة بالنسبة للتقاوي يصل إلى ما بين (30%) إلى (60%)، وقال إن الشركة بإمكانها زراعة (150) فداناً تكفي لإنتاج (1000) طن تقاوي, وأكد «شطة» تجاوزهم لكل تلك المشكلات التي أصبحت جزءاً من الماضي، كاشفاً عن تحولات كبيرة واختراقات في مجال تهجين تقاوي زهرة الشمس مع كبريات المؤسسات العالمية، وقال: (قبل أسبوعين كانت معنا شركة أمريكية من كبريات الشركات العاملة في المجال بالإضافة للإنجاز الكبير مع شركة «مي» التركية التي منحت «هارفست» حق استزراع تقاويها بالسودان كإنجاز يمكن أن يدعم توطين التقاوي في البلاد خلال ثلاث سنوات، بشرط حل مشكلات القطاع من خلال تكوين جسم يكون مسؤولاً عن زهرة الشمس) وأضاف: (نحن جاهزون لتغطية المساحة التي حددتها وزارة الزراعة لزراعة زهرة الشمس، 400 ألف فدان، حيث شرعت الشركة فعلياً في زراعة مساحة 18 ألف فدان الموسم الحالي بالنيل الأبيض).
وذهب مدير (هارفست) إلى أبعد من ذلك مؤكداً تصدير المحصول إلى جهات خارجية من بينها دول تقاطع السودان، وقال: (نسعى لجعل السودان محط أنظار الدول الخارجية لتغطية الفجوة المتوقعة في المحصول، بعد المشاكل السياسية التي تواجه أوكرانيا الدولة صاحبة الريادة في المجال).

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية