عن أية ديمقراطية يتحدث "إبراهيم الشيخ"؟!
{قال الرئيس السابق لحزب (المؤتمر السوداني) المعارض الأستاذ “إبراهيم الشيخ”، إنهم لم يوجهوا الدعوة لحزب المؤتمر الوطني الحاكم لحضور الجلسة الافتتاحية للمؤتمر العام لحزبه، لأنه محفل (ديمقراطي) لا ينبغي أن يشارك فيه (الشموليون) !!
{وعندما كان يسأل “إبراهيم الشيخ” في ذات الحوار الصحفي بصحيفة (الصيحة) عن أقرب الأحزاب إليهم من الحلفاء كان يقول: الحركات..!!
{ولما سئل ما هو الحزب الأقرب إليك: الحزب الشيوعي أم الحركة الشعبية – قطاع الشمال ؟ قال: الحركة الشعبية..!!
{ولأن تاجر الحديد والأسمنت رجل الأعمال الناجح السيد “إبراهيم الشيخ” ظل يحدثنا كثيراً عن الديمقراطية، ويحتفي وكوادر حزبه بالتغيير الديمقراطي الذي تم قبل يومين بانتخاب من قدمه هو للرئاسة المهندس “عمر الدقير”، رئيساً لحزب (المؤتمر السوداني)، فإننا يجب أن نلاحق “الشيخ” بالأسئلة عن حقيقة ديمقراطية الحركة الشعبية، وأين .. ومتى .. وكيف مارس جنرالات وكومندانات الجيش الشعبي من “عقار” إلى “الحلو” إلى “عرمان” الديمقراطية داخل مؤسسات حركتهم الشعبية العسكرية ؟!
{إذا كان “إبراهيم الشيخ” يتحدث عن عاطفة وصداقة ومودة تربطه بالكوماندور “عرمان” وصحبه، فهذا أمر يخصه، ولكن ليس من حقه أن يقحم (الديمقراطية) في توصيفاته وتصنيفاته الارتجالية للأحزاب بين (شمولية) و(ديمقراطية)، لأن الناس الواعية والمثقفة ستضحك عليه عندما يعتبر أن الحركة الشعبية ديمقراطية بينما المؤتمر الوطني شمولي!!
{فإذا كان معيار الديمقراطية هو عقد المؤتمرات العامة، فهذا الذي تحتفون به هو المؤتمر العام الأول للحزب منذ أكثر من عقدين، بينما عقد المؤتمر الوطني عدة مؤتمرات عامة وتنشيطية خلال هذه الفترة .
{وإذا كان (المؤتمر السوداني) قد طرح منصب الرئيس للانتخاب الحر المفتوح لاختيار واحد من بين (ثلاثة) مرشحين، فإن مجلس شورى (المؤتمر الوطني) قد انتخب العام قبل الماضي، الرئيس “البشير” من بين (خمسة) مرشحين للرئاسة، وجرى اقتراع سري محموم داخل قاعة الشهيد الزبير بالخرطوم، وأعلنت الأصوات التي حصل عليها كل من: “البشير”، “علي”، “نافع”، “بكري” و”غندور” .
{قد يقول قائل إن “إبراهيم الشيخ” قد تنحى بعد (10) سنوات فقط على تقلده رئاسة الحزب في العام 2005م، وبذلك يضرب مثلاً رائعاً لبقية زعماء الأحزاب السودانية في قيادة التغيير، وتداول مقعد الرئيس بعد مرور (دورتين) على الأكثر.
{وقد يكون ذلك صحيحاً، ولكن الصحيح أيضاً أن “إبراهيم الشيخ” كان قد تقدم باستقالته من رئاسة الحزب قبل أكثر من عام، وتم تداول خطاب الاستقالة عبر (الواتس آب) عندما كان سيادته في رحلة خارج السودان، ولكن تم الضغط عليه من قبل بعض قيادات الحزب ولملم الأمر، وصدر بيان من الحزب ينفي تقديم “الشيخ” لاستقالته الموثقة !!
{ويبدو أن صديق الحركة الشعبية قطاع الشمال وفي ذات الوقت صديق عدد من قيادات حكم (الإنقاذ) الذي يرفض اليوم دعوتهم لحضور مؤتمر عام، مثلما يدعوهم كإجراء روتيني وعرف سياسي محترم حزب الأمة القومي وعدد من أحزاب المعارضة الأرسخ والأقوى، ويبادلهم كذلك حزب (المؤتمر الوطني) الدعوات لحضور مؤتمراته العامة، يبدو أنه قد فضل الابتعاد عن منصة المواجهة مع السلطة التي كلفته ما كلفته على صعيد العمل التجاري الخاص، علماً بأن ظهور “الشيخ” كرجل أعمال وصعود اسمه في عالم (البزنس) قد اكتمل بمساعدات وتسهيلات في زمن (الإنقاذ) الشمولي المتعسف !!
{السياسة هي ساحة التناقضات المستمرة والمواقف الغرائبية المتقاطعة، فلا يملأن أحد فمه بادعاءات طهر مطلقة، ويدعي الكمال.