استيراد زمن الفوضى .. سمك من "موزمبيق" !!
{نفى بنك السودان المركزي الأسبوع الماضي أن يكون قد أصدر قراراً بحظر استيراد عدد من السلع الكمالية مثل الأثاث والحلويات والأجبان .
{صحيح أن البنك لم يصدر قراراً من هذا القبيل، لكن الأصح بل المفروض أن يكون قد صدر هذا القرار قبل عامين أو ثلاثة .
{فالبنك المركزي عاجز عن تغطية الطلبات اليومية الهائلة على النقد الأجنبي، لسبب بسيط هو أن فواتير وارداتنا تساوي ثلاثة أضعاف عائدات صادراتنا بما فيها الذهب!
{دولتنا تعاني الأمرين لتوفير كميات مناسبة من العملات الأجنبية، خاصة الدولار، للوفاء بالتزاماتها تجاه استيراد سلع ضرورية للمواطن مثل القمح والدقيق، الجازولين، الغاز والأدوية، فكيف تهدر ملايين الدولارات يومياً على عمليات استيراد لسلع من قائمة الرفاهيات تزدحم بها أسواقنا، ليرتفع سعر الدولار إلى أكثر من (11) جنيهاً !!
{والغريب أنَّ مسؤولاً اقتصادياً رفيعاً، مسؤول عن هذا الملف، حدثني في مناسبة اجتماعية قبل أيام، أنه اكتشف خلال زيارته لدولة “موزمبيق” مؤخراً أن السودان يستورد (سمك) من “موزمبيق”!!
{أليس ذلك مسخرة .. أليس إهداراً لموارد البلد من النقد الأجنبي أن نستورد سمكاً من موزمبيق (بالدولار الما لاقنو للدواء والغاز والجازولين)، بينما يجري على أرض بلادنا أطول أنهار الدنيا ويمتد في شرقنا أطول ساحل للبحر الأحمر، حيث الأسماك والحيتان أشكال وأنواع ؟!
{دولة مثل دولتنا لا ينبغي أن تستورد برتقالاً وتفاحاً من جنوب أفريقيا، ولبناً وجبنة وجزراً وبنجراً من السعودية، وعصائر وحلاوة لبان من “دبي” وبسكويتاً من مصر وأثاثاتٍ من الصين وماليزيا !!
{الصحيح أن يصدر بنك السودان لا أن ينفي إصداره قراراً بتحديد الأولويات في الواردات، فلا يسمح باستيراد كل شيء حتى ولو بالتمويل الذاتي بالشراء من السوق السوداء، لأن ذلك يتسبب في رفع أسعار الدولار واليورو والدرهم والريال، ما يؤدي إلى المزيد من الاختناقات الاقتصادية والمعيشية ..
{ولكن من يسمع .. ومن يجيب في ظل اقتصاد الفوضى الماثل في واقع أحوالنا؟!