الأسر تشكل خلايا للتجهيزات : شهر رمضان.. للتمر حظوظ أكبر!!
كما لكل شعب في هذه البسيطة ثقافته الخاصة في الاحتفاء بقدوم شهر رمضان الكريم، فإن للسودانيين في ذلك شأناً عظيماً، حيثُ تظل الأسر على أهبة الاستعداد لاستقباله قبل حلوله بنحو شهر أو أكثر، خاصة وأن إعداد بعض المشروبات الرمضانية المحلية (الأبري، والحلو مر) يحتاج إلى وقت طويل، وإجراءات معقدة من (تزريع للذرة، ثم طحنها وتخميرها، ووضع البهارات والنكهات عليها) إلى أن تأتي مرحلة (عواستها) ثم عرضها على أشعة الشمس حتى تجف، ومن ثم حفظها في أوانٍ مخصصة لذلك، أشهرها (الكراتين).
وإلى جانب (الأبري، والحلو مر)، فإن السودانيين يحتفون في رمضان بالتمر و(العدسية والكبكبي) أيما احتفاء، ويعتبر كثيرون من (ذويقة) التمر، أن (السوداني) منه، قلما يوجد في الدول الأخرى، حيثُ يتميز (التمر) السوداني بتحمله لدرجات الحرارة العالية، وكلما ازدادت درجات الحرارة عليه ازداد جودة بعكس البلح المستورد من بعض الدول الذي لا يتحمل درجة الحرارة العالية في السودان، لذلك يحتاج إلى الحفظ في ثلاجات ما يرفع من كلفته ويخفض من جودة (طعمه).
أسماء التمر.. (بركاوي) و(قنديلا)
وفي السياق قامت (المجهر) بجولة داخل سوق أم درمان للتعرف عن قرب على تجهيزات رمضان وتفاصيلها، فالتقت التاجر “حافظ حمودة “، حيثُ أشار إلى أن البلح عدة أنواع أميزها (البركاوي)، الذي يفضله الجميع خاصة لشهر رمضان، وأضاف “حافظ” حتى عندما يوضع (البركاوي) في الماء، فإنه يظل محتفظاً بشكله وطعمه ورائحته، وحتى مائه يصلح (عصيراً) وهو طيب المذاق والنكهة، واستطرد: كما أن للتمر فوائد لا تحصى، ولقد سمعت متخصصين (أطباء) وخلافهم، يقولون إنه يعمل على زيادة نسبة الحديد في الدم. أما أهم أنواع التمر، فهي (القُنديلا، بت تمودة، كُمله، كرته، قرقودة، وكلتوت، والقنديلا)، وهذه الأسماء منسوبة لبعض المناطق المنتجة للتمر في منطقة المحس، ومضى “حافظ” قائلاً: “يبلغ سعر جوال البلح المحسن (220) جنيهاً، والتجاري (300) جنيهاً، والقرانتة (430) جنيهاً، ويمكن للمستهلك شراء (تمره) كيفما أراد، فهنالك أنواع كثيرة منه مثل، الرطب، البلح، والعجوة.
يرفع الضغط.. لكنه يعالج الإمساك
من جهته أضاف “حمودة” تاجر تمر بسوق أم درمان قائلاً: “إنهم يعتقدون أن البلح يسهم في علاج الكثير من الأمراض كالإمساك، فقر الدم، ويزيد نسبة الذكاء عند الأطفال، كما يسهم التمر في عملية تكوين (مخ الجنين) عند الشهور الأولى للحمل، ويرفع ضغط الدم ويزيده، كما يعطي الجسم طاقة وحيوية، وأشار”حمودة” إلى أن يومي (الخميس) و(الجمعة) هما أكثر الأيام التي تشهد إقبالاً على شراء (البلح). وأوضح أن النخيل يزرع في شمال السودان خاصة (دنقلا، القرير، والغابة)، وتتميز مناطق الرباطاب بالعجوة، التي يبلغ سعر جوالها (110) جنيهاً.
ثمرة مباركة
وكشفت اختصاصية التغذية الأستاذة “إخلاص أحمد” عن أن البلح يستخدم بطرق عديدة وأساليب متنوعة، حيثُ تصنع منه (المديدة) التي تقدم مع الزلابية، وهي وجبة شهية ودسمة ومشبعة، كما تصنع منه (القراصة) التي تصلح كوجبة عشاء متكاملة، كما أن قليلاً منها يستخدم كـ(تحلية) عقب الوجبات الرئيسة.
إلى ذلك اعتبر الباحث الاجتماعي الأستاذ “الطاهر أحمد” أن البلح ارتبط في أذهان بعض الناس، خاصة المتدينين بأنه يرفع البلاء عن الأمة، فإذا حدثت مصيبة لشخص، فإنه يوزعه للأطفال والفقراء (كرامة وسلامة)، وأضاف “الطاهر” إن هذا البعد الديني لهذه (الثمرة) ولشجرتها (النخيل) التي وردت روايات كثيرة عنها بركاتها في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، جعلت (المسلمين) كافة يتعاملون معها بشكل راتب، فلا يخلو بيت عن (تمر) في رمضان وغيره، إلاّ أن نسبة شراء (التمر) تزداد في شهر رمضان الكريم، حيث يبتدر الإفطار بـ(تمرة وجرعة ماء) إتباعاً للسنة، واستطرد: إذن هو ضروري من نواحٍ صحية، إذ يحتوي على ألياف وسكريات تساعد على الهضم، إلى جانب النواحي والدينية والاجتماعية التي تطرقنا إليها آنفاً.