نقاط في سطور
{ من يوعز للإمام “الصادق المهدي” أن عودته لأرض الوطن ستتبعها انتفاضة شعبية عارمة تزلزل الأرض تحت أقدام النظام الذي يتهاوى ويسقط في رابعة النهار يوم عودة (الإمام الغائب)..تلك أحلام لا يسندها في الواقع شيئ .وأمنيات لن تتحقق للحزب (العجوز). وقد فقد حزب الأمة فاعليته منذ خروج “مبارك الفاضل” عنه وتأسيس حزب الأمة للإصلاح والتجديد .. وبات “الصادق المهدي” وحده هو الحزب والمؤسسات، وخرجت من صفوف حزب الأمة قيادات لها بريق وانتهت قيادات لكرسي المراقبة.. ومن يمر كل مساء على دار حزب الأمة بأم درمان يدرك مأساة حزب كان كبيراً وفاعلاً ، وأصبح الآن مجرد عنوان وإمام (غائب)، الحقيقة قد يعلمها الإمام أو لا. إن حزب الأمة اليوم لا يمثل شيئاً في المعارضة إلا باعتبارات تاريخية فقط .. ولو هناك حزب معارض حقيقي هو حزب المؤتمر السوداني الذي يقوده “إبراهيم الشيخ”، الذي يملأ الساحات بالندوات ، ويعمر داره بالنشاط، بينما دار حزب الأمة يحرسها شخص واحد يصلي العشاء ،ويستلقي على سريره مستمتعاً بشقشقة العصافير في الأشجار التي تحيط بدار هجرها أهلها.
{ ماذا تفعل الجهات التي اتهمت مدير إدارة الحج والعمرة في سنار بارتكاب الفاحشة وشوهت سمعته واغتالت شخصيته .. ماذا عن الجهة التي ألقت القبض على الرجل ،وهي الشرطة ومن ورائها من المحرضين والوشاة والمخربين؟ قالت العدالة كلمتها ،ولكن بعد أن ذاع خبر فساد الرجل البريء في القرى والحضر ، وانتهشته الأقلام وسودت صحائفه بكل القبح ؟؟ لو كنت من هؤلاء الذين نهشوا لحم الرجل لتقدمت باعتذاري العلني..وطلبت منه العفو. ولكن ما هي الإجراءات التي ستطال الذين (قبضوه) و(صوروه) من وراء القضبان، يقف حاسر الرأس صابراً محتسباً حتى قالت العدالة كلمتها أمس، وانتصرت لامرأة ضعيفة تعرضت هي الأخرى لأبشع أنواع الظلم وإشانة السمعة. وقد بات حرياً بالمؤتمر الوطني أن يقول كلمته في قانون النظام العام الذي يسيء للناس، ويفتح الباب واسعاً للتشفي من الخصوم، ويمنح الشرطة سلطة بلا قيود (تقبض) وتقدم للمحكمة ليثبت (المقبوض) براءته ولا تقع مسؤولية بعد ذلك على الذين (قبضوه) .. هذا القانون المعيب يمثل وصمة عار في جبين الحكومة والمؤتمر الوطني.
{ دبلوماسية القصر الرئاسي حينما تناغمت مع الدبلوماسية التقليدية نجحت في إعادة السودان لمحيطه الإقليمي العربي، بعد أن (غربته) عنه تداعيات حرب الخليج في القرن الماضي .. الآن يصحح الرئيس خطأ سنوات (الثورية) التي جعلت الخرطوم تقف مع بغداد .. وإيران .. والمهام التي أسندها الرئيس لمدير مكتبه ووزير الدولة بالقصر الرئاسي “طه عثمان” حققت مقاصدها.. وقرار قطع العلاقات مع إيران هو ثمرة لدبلوماسية الرئاسة، التي تتناسب جداً مع بلدان الخليج العربي..بينما لا تتناسب مع بلدان الاتحاد الأوروبي مثلاً، والولايات المتحدة الأمريكية. وقد أعاد الفريق “طه عثمان” لمنصب مدير مكتب الرئيس دوره المفقود في السنوات التي خلت.. و”طه عثمان” واحد من الشباب الذين أثبتوا أن خيار الدفع بالشباب في المواقع القيادية كان صائباً جداً .. والآن الفريق “طه” ينفذ توجيهات الرئيس ويعبر عنه في صمت لمصلحة البلاد التي تقتضي الوقوف مع الأشقاء في الخليج .. وقد وقف السودان طويلاً مع إيران ولم يحصد إلا القليل من الفرس الذين كتب عنهم “الجاحظ” كتابه الشهير (البخلاء).
{قد يواجه الفريق “طه” حملات داخلية لقربه من الرئيس وثقته فيه، وقد يواجه كذلك حملات المعارضين من أمثال “سيف الدولة حمدنا الله” الذي لم يجد شائنة في الفريق “طه” إلا مرجعيته المهنية كضابط إداري، كان منتظراً منه في رأي “سيف الدولة” أن يصبح شغله نظافة الأسواق ، وليس قيادة المبادرات وتنفيذ توجيهات الرئيس بدقة وخدمة البلاد.
{ حادث السطو على شركة الذهب الشهيرة في سوق أم درمان هي الثانية بعد حادثة المول، ولكن شرطة المباحث التي استطاعت الكشف عن جرائم أكثر غموضاً من حوادث السطو تستطيع الوصول إلى الجناة مهما طال الزمن .. المباحث في السودان تعتبر من الأجهزة التي تملك كفاءة ودربة وإرثاً وخبرات طويلة .. ويكفي المباحث أنها دفعت ثمن ما تقوم به من جهد لصالح أمن المواطنين فقدانها لأحد أهم عناصرها الأسبوع الماضي الذي اغتيل في منزله من قبل عصابة استهدفت ترويع المباحث وتخويفها !! والانتقام منها!!